اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 83
فله قيراط. فقال
أكثر أبو هريرة علينا فصدقت ـ يعني عائشة ـ وقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقوله ، فقال ابن عمر لقد فرطنا في
قراريط كثيرة[١].
أقول : انّ اكثار أبي هريرة كان مشهوراً
عند الصحابة ، فيتهمه كلّ من سمع منه ما يستبعده كما ترى من ابن عمر ، وان كان في
خصوص المورد قد برّأته عائشة من الكذب.
( ٢٩ ) وعنه : قلت : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّي اسمع منك حديثاً كثيراً انساه قال
ابسط رداءك فبسطته ، قال فغرف بيديه ثم قال: ضمه ، فضممته فما نسيت شيئاً بعده[٢].
سبحان الله من كرامة لاَبي هريرة ـ على
حدّ زعم بعض الناس! ـ كرامة لم تنل أحداً من كبار الصحابة. والمؤمن الفطن يعلم انّ
قصة بسط الرداء تشبه الحكايات المتداولة بين الصبيان ، وكأنّ عجالته في انشاء
القصة أنسته من المغروف منه ، ثم انّه غيّر هذه القصة الى وجه مخالف لما ذكرناه
منه هنا ، وكأنّه خاف ان ينكشف أمره أو نسى ادعاءه هذا فقال : انكم تقولون انّ أبا
هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وتقولون ما بال المهاجرين والانصار لا يحدّثون عن رسول الله بمثل حديث أبي هريرة
... وقد قال رسول الله في حديث يحدثه انه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم
يجمع اليه ثوبه إلاّ وعى ما أقول. فبسطت نمرة عليَّ حتى إذا قضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مقالته جمعتها الى صدري ، فما نسيت من
مقالة رسول الله تلك من شيء[٣].