responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر    الجزء : 1  صفحة : 305

أقول : المستفاد من هذه الرواية امور :

١ ـ انهيار شخصية أبي هريرة عند نفسه حيث يشبه نفسه بالثعلب ويذكر استه واجهاشه بالبكاء ، ومن يحقّر نفسه هكذا فلا يسلم من الكذب والدناءة لا محالة.

٢ ـ اعطاء النعلين له للعلامة على صدقه ، وهذه اهانة اخرى له كما لا يخفى ، إنْ لم يكن قد كذب في خبره.

٣ ـ كثرة اشفاق عمر على الدين والموحدين من اشفاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الدين والاُمّة.

٤ ـ انّ عمر أعلم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتدبير الموحدين واصلاح حالهم.

أليس هذا منافيّاً لتوقير النبي الاكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واهانة له؟ وجعله محكوماً وجعل عمر حاكماً.

ثم انّ مضمون الحديث رواه غيره أيضاً ، ولم ينقل عن السامعين أنّ أحداً منهم ترك العمل الصالح اتكالاً عليه ، وقد خفي على الواضع انّ الشهادة بالتوحيد مستيقناً يمكن انفكاكها عن العمل الصالح والاجتناب عن المحرمات ، فانّ اليقين بالله أعظم حاجز عن المعصية واكبر داع إلى الطاعة ، وانّ منشأ العصيان هو الشكّ والنبي الاَكرم قيّد الشهادة باليقين ، فكيف يعقل انصرافه عن أمره بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فخلهم؟! » على انّ النبي الاَكرم ـ كما في قوله تعالى ـ : (وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى )[١]، فيجب على كلّ مسلم الطاعة والقبول ، فكيف صحّ لمسلم أن يقبل كون عمر آمراً والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مأموراً مثلاً[٢].


[١] النجم ٥٣ : ٣.

[٢] وحديث أبي ذر أوسع من هذه الرواية ، وقد أفشاه أبو ذر وحدّث به ولم يضل به الناس وفيه : « ما من عبد قال لا إله إلاّ الله ثم مات على ذلك إلاّ دخل الجنة ».

اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست