اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 302
كيف ومرّ أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أسرّ إلى أبي هريرة وعائين من العلم ، وانّه
لم يبث إلاّ وعاء واحداً ولو بث الوعاء الثاني لقطع حلقومه ، وكذا مرّ اخبار النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم بما يكون
إلى يوم القيامة لجمع من الاصحاب ، فكيف يقبل هذا ولا يقبل ذاك؟ وما هو الفارق
بينهما سوى العصبية البغيضة ، فهل يحصل الائتلاف والاتحاد بين المسلمين بهذا
التفريق ، وهل يرضى به نبينا الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم
أو ربّنا جلّ جلاله؟ وهل يرضى مسلم عاقل أن نقبل كلّ ما يقول أبو هريرة ولا نقبل
ما ينقل عن علي وأولاده العلماء الصالحين؟
(
الثالث ) : نفرض الرجعة باطلة
لكنّها لا علاقة لها بردّ الاَحاديث الكثيرة المروية عن أبي جعفر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فان بطلان الآراء لا يضر بصحة
الروايات إذا كان الراوي مسلماً صادقاً ، وهل يمكن لاَحد أن يدعي أنّ رواة
الكتابين وغيرهما كلّهم بريئون عن الآراء الباطلة مطلقاً؟ أليس عمران بن الحطان
الخارجي يروي عنه البخاري مع انّه يمدح قاتل علي بن أبي طالب بقوله :
ياضـربة من تقـي ما أراد بها
إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا
انّي لاَذكره يــوماً فأحســبه
أوفى البـرية عنــد الله ميزانا
هل الحارث وجابر أسوأ من مروان
بن الحكم؟ وقال العجلي في حق عمر بن سعد الذي قاد الجيش إلى كربلاء وباشر قتال
الحسين سيد شباب أهل الجنة وأهله وأصحابه : تابعي ثقة ، روى عنه الناس!! ولو دخلنا
في هذا الباب لطال بنا الكلام ، لعن الله العصبية الحمقاء ورزقنا الله الانصاف وحب
الحقّ واتباعه وان يصلح أمر هذه الامّة باصلاح علمائها أولاً وبتبدل اُمرائها
ثانياً.
وعلى كلّ ، فقد اعتمد على جابر ابن ماجة
في السنن فروى عنه في
اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 302