اسم الکتاب : مكارم الاخلاق المؤلف : الطبرسي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 319
والثالث أن يكون
صديقا مواخيا ، والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك ثم يسر ذلك ويكتمه ،
فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة ،
وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك إذا إطلعته عليه ، فإذا اطلعته على سرك فكان علمه
كعلمك تمت المشورة وكملت النصيحة.
وعنه عليهالسلام
قال : استشيروا العاقل من الرجال الورع فإنه لا يأمر إلا بخير. وإياك والخلاف فإن
خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا.
عنه عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مشاورة العاقل الناصح يمن ورشد وتوفيق من الله عزوجل ، فإذا أشار عليك الناصح
العاقل فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب [١].
عن الحسن بن الجهم قال : كنا عند الرضا عليهالسلام فذكرناه أباه ، فقال كان عقله لا توازي
به العقول وربما شاور الاسود من سودانه [٢]
، فقيل له : تشاور مثل هذا؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه ، قال
: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشيء فيعمل به في الضيعة والبستان.
عن الصادق عليهالسلام
قال : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما الحزم؟ قال : مشاورة ذوي الرأي واتباعهم.
عنه عليهالسلام
ومما أوصى صلىاللهعليهوآله به عليا عليهالسلام قال : لا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا
عقل كالتدبير. وقال : إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له.
عن يحيى بن عمران الحلبي قال : قال أبو
عبد الله عليهالسلام : إن
المشورة محدودة فمن لم يعرفها بحدودها كان ضررها أكثر من نفعها : فأول ذلك أن يكون
الذي تستشيره عاقلا ، والثاني أن يكون حرا متدينا ، والثالث أن يكون صديقا مواخيا
، والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك ، قال : ثم فسر ذلك فقال : إنه
إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة لك ،
وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك ، وإذا اطلعته على سرك فكان علمه كعلمك به أجهد في
النصيحة وكملت المشورة.