اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 506
بني آدم التقمه
الحجر [١] فمن ثمّ
كلّف الناس تعاهد ذلك الميثاق ، ومن ثمّ يقال عند الحجر : أمانتي أدّيتها ،
وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة.
ومنه قول سلمان رحمهالله : ليجيئنّ الحجر يوم القيامة مثل أبي
قبيس [٢] ، له لسان
وشفتان ، يشهد لمن وافاه بالموافاة » [٣].
[ ٥٧٢ / ١١ ] ومنه : حدّثنا أبي رضياللهعنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد
بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام قال : «
لمّا أمر الله عزّ وجلّ إبراهيم واسماعيل عليهماالسلام
ببناء البيت ، وتمّ بناءه ، أمره أن يصعد ركناً منه ثمّ ينادي في الناس : ألا هلمّ
الحج هلمّ الحج ، فلو نادى هلمّوا إلى الحج ، لم يحج إلاّ من كان يومئذ إنسيّاً
مخلوقاً ، ولكن نادى هلمّ الحج ، فلبّى الناس في أصلاب الرجال : لبّيك داعي الله ،
لبّيك داعي الله ، فمن لبّى عشراً حجّ عشراً ، ومن لبّى خمساً حجّ خمساً ، ومن
لبّى أكثر حجّ بعدد ذلك ، ومن لبّى واحداً حجّ واحداً ، ومن لم يلبّ لم يحج » [٤].
[٢] أبو قُبَيس :
اسم الجبل المشرف على مكّة ، وقال أبو المنذر هشام : كنّاه آدم عليهالسلام بذلك حين اقتبس منه هذه النار ـ التي
بأيدي الناس إلى اليوم ـ من مرختين نزلتا من السماء على أبي قبيس ، فاحتكتا ،
فأوْرَتا ناراً ، فاقتبس منها آدم.
وكان في الجاهلية يسمّى
الأمين ، لأنّ الركن كان مستودعاً فيه أيام الطوفان. معجم البلدان ١ : ٨٠ ـ ٨١.
[٣] علل الشرائع :
٤٢٤ / ٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام
٢ : ٩١ ، وعنهما في البحار ٩٩ : ٢١٩ / ٦ و ٧.