اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 503
قسيم الجنّة والنار؟
قال : « لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان ، وخلقت
النار لأهل الكفر ، فهو عليهالسلام
قسيم الجنّة والنار لهذه العلّة ، فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبّته ، والنار لا
يدخلها إلاّ أهل بغضه ».
قال المفضّل : فقلت : يابن رسول الله
فالأنبياء والأوصياء كانوا يحبّونه ، وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟ فقال : « نعم » فقلت
: فكيف ذاك؟ قال : « أما علمت أنّ النبي صلىاللهعليهوآله
قال يوم خيبر : لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ،
ما يرجع حتى يفتح الله على يديه ، فدفع الراية إلى عليّ عليهالسلام ففتح الله عزّوجل على يديه؟ » قلت :
بلى.
قال : « أما علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا اُوتي بالطائر المشوي ، قال :
اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ ، يأكل معي من هذا الطائر وعنى به عليّاً عليهالسلام؟ » قلت : بلى.
قال : « فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله
ورسله وأوصياؤهم عليهمالسلام
رجلاً يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله؟ » فقلت له : لا ، قال : « فهل يجوز أن
يكون المؤمنون من اُممهم لا يحبّون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه عليهمالسلام؟ » قلت : لا ، قال : « فقد ثبت أنّ
جميع أنبياء الله ورُسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب عليهالسلام محبّين ، وثبت أنّ أعداءهم والمخالفين
لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبّتهم مبغضين » قلت : نعم ، قال : « فلا يدخل الجنّة
إلاّ من أحبّه من الأولين والآخرين ، ولا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الأولين
والآخرين ، فهو إذاً قسيم الجنّة والنار ».
قال المفضّل بن عمر : فقلت له : يابن
رسول الله فرّجت عنّي فرّج الله عنك ، فزدني ممّا علّمك الله ، قال : « سل يا
مفضّل » فقلت له : يابن رسول الله فعلي بن أبي طالب عليهالسلام
يُدخل محبّه الجنّة ، ومبغضه النار أو رضوان ومالك؟ فقال : « يا مفضّل
اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 503