اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 335
عن عثمان بن جبلة [١] ، عن أبي الصامت ، قال : قال أبو
عبدالله عليهالسلام : « حديثنا
صعب مستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ، ذكي ، وعر ، لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ
مرسل ، ولا مؤمن ممتحن » قلت : فمن يحتمله جعلت فداك؟ قال « من شئنا [٢] يا ابا الصامت ».
قال أبو الصامت : فظننت أنّ لله عباداً
أفضل من هؤلاء الثلاثة [٣].
يقول
حسن بن سليمان : لعلّه عليهالسلام أراد بقوله : « من شئنا » هم صلوات
الله عليهم ، لأنّ علمهم الذي استودعهم الله سبحانه منه ما لا يصل إلى غيرهم بل
خصّهم الله تعالى به.
كما روي عن الصادق عليهالسلام : « إنّ الله سبحانه وتعالى جعل اسمه
الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً ، فأعطى آدم عليهالسلام
خمسة وعشرين حرفاً ، وأعطى نوحاً عليهالسلام
منها خمسة عشر حرفاً ، وأعطى إبراهيم عليهالسلام
منها ثمانية أحرف ، وأعطى موسى عليهالسلام
منها أربعة أحرف ، وأعطى عيسى عليهالسلام
منها حرفين ، فكان يحيي بها الموتى ، ويبرىء الأكمه والأبرص ، وأعطى محمّداً صلىاللهعليهوآله اثنين وسبعين حرفاً ، واحتـجب بحرف
لئلاّ يعلم أحد ما في نفسه ، ويعلم ما في أنفس العباد » [٤].
وما روي من أنّ الله سبحانه وتعالى أوحى
إلى محمّد صلىاللهعليهوآله « يا محمّد
لا تكتم عليّاً شيئاً ممّا بيني وبينك ، فإنّه ليس بيني وبينك وبينه سرّ » [٥] فهذا فضل لم يؤته سواهم.
[١] في نسخة « س »
والمختصر المطبوع : عثمان بن جميلة ، ولم يذكر في كتب التراجم.