اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 127
الله كلامك وعلم ما
أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وامارات وهنات [١] يتبع بعضها بعضاً كحذو النعل بالنعل ،
فإن شئت أنبأتك بها » فقال : نعم يا أمير المؤمنين.
فقال عليّ عليهالسلام
: « إحفظ فإنّ علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الأمانة ، واستحلّوا
الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيّدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ،
واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتّبعوا الأهواء ،
واستخفّوا بالدماء.
وكان الحلم ضعفاً [٢] ، والظلم فخراً ، وكانت الاُمراء فجرة
، والوزراء ظلمة ، والعرفاء [٣]
خونة ، والقرّاء فسقة ، وظهرت شهادة الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ،
والإثم والطغيان ، وحلّيت المصاحف ، وزُخرفت المساجد ، وطوّلت المنائر ، واُكرم
الأشرار ، وازدحمت الصفوف ، واختلفت القلوب ، ونُقضت العهود ، واقترب الموعود ،
وشاركت النساء أزواجهنّ في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت أصوات الفسّاق واستمع
منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتُّقي الفاجر مخافة شرّه ، وصُدِّق الكاذب ،
وأُؤتُمِن الخائن ، واتخذت القينات [٤]
والمعازف ، ولعن آخر هذه الاُمّة أوّلها ، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبّه
النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد