فاصطلحوا على ما
قدمنا بيانه الخ » [١].
وقريب منه كلام الشيخ البهائي في كتابه ( مشرق الشمسين ) [٢].
وثانياً : أن القدماء وإن استفاضت عندهم
تلك القرائن ، إلا أنهم لم يغفلوا عن حال الراوي وصفاته ، وكلماتهم صريحة في ذلك ،
فلم تنحصر الحجة من الأخبار لديهم بما احتف بالقرائن المفيدة للقطع بصدوره كما
ادعاه الاخباريون ، ووافقهم عليه بعض الأصوليين معتذراً عن حدوث التنويع بما عرفت
، بل الحجة عندهم على قسمين.
الحجة من الأخبار لدى القدماء
الأول : الأخبار المحفوفة بتلك القرائن.
ولأجله صحح الكليني والصدوق رحمهما الله جميع الأخبار التي في كتابيهما ( الكافي
والفقيه ) ، وإن كان فيها الضعاف بلحاظ السند ، قال الكليني في مقدمة كتابه : « ..
ويأخذ منه من يريد علم الدين ، والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهمالسلام الخ ». وقال بعد روايات ذكرها في ميراث
ابن الأخ : « هذا قد روي ، وهي أخبار صحيحة » [٣]
، وقال الصدوق في مقدمة كتابه : « بل قصدت الى ايراد ما أفتي وأحكم بصحته ، وأعتقد
فيه انه حجة فيما بيني وبين ربي » ، ولذا قال الفيض الكاشاني : « وقد جرى صاحبا
كتابي ( الكافي والفقيه ) على متعارف المتقدمين في اطلاق الصحيح على ما يركن اليه
، ويعتمد عليه فحكما بصحة جميع ما أورداه في كتابيهما من الأحاديث ، وإن لم يكن
كثير منه صحيحاً على مصطلح المتأخرين » [٤].