ومن
يخصها بالصحيح. ولذا بنى الشهيد الثاني وجماعة على أن الشهرة لا تجبر ضعفاً ، ولا
توهن صحة ، ولم ينشئوا فقهاً جديداً ، وإنما كتبوا نفس الفقه المحرر لدى الامامية
، بما فيه من الخلاف بين الفقهاء في بعض المسائل ، كما هو شأن الاجتهاد والنظر.
ثم إن المحقق الحلي رد القول باستحالة
التعبد بخبر الواحد ، وناقش القول بالانقياد لكل خبر ، بلزوم التناقض ، لدلالة بعض
الأخبار على وجود الكذابين في الرواة ، كما ناقش القول بأن كل سليم السند يعمل به
بأن الفاسق والكاذب قد يصدقان ، ولذا عمل علماؤنا في مصنفاتهم بأخبار بعض
المجروحين. واختار العمل بما قبله الأصحاب ، وطرح ما أعرضوا عنه ، واستدل بوجوه
ترجع كلها الى القول بعدم حجية خبر الواحد السالم السند في نفسه إلا أن يعمل به
الأصحاب ، أو تدل القرائن على صحته [١].
وحيث سبق في مبحث ( تنويع الحديث ) حجية
خبر الراوي الموثق مطلقاً والممدوح إذا كان إمامياً ، وإن الأخبار المعتبرة صنفان
سليمة الأسناد من الضعف ، والمحفوفة بقرائن الصحة لم يبق موجب لذكر تلك الوجوه
والتعليق عليها.
وأما أن الفاسق والكاذب قد يصدقان
واقعاً ، فلا يقضي بقبول خبرهما إلا إذا حصل الاطمئنان بصدوره عن المعصوم (ع) من
شهرة العمل أو غيرها.
وبهذا يتم البحث عن شهرة العمل بالخبر ،
وجبرها لضعف سنده.