فان الأخبار الآمرة بالرجوع الى ثقات
الرواة مثل قوله (ع) : « فانه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنا
ثقاتنا » [١].
ونحوه صريحة في أن العبرة بصفات الراوي ، لا المروي ، فلا تشمل محل البحث.
وكذا آية النبأ حيث علق فيها وجوب
التبين على مجيء الفاسق. فتدل بالمفهوم على أن الجائي بالخبر اذا كان عادلاً قُبل
خبره ، فيكون العبرة بصفات الراوي أيضاً. بل يدل الأمر بالتبين عند إخبار الفاسق
على عدم حجية الخبر المبحوث عنه ، لفرض عدم وثاقة راويه فضلاً عن عدالته.
لكنه قيل : إن منطوق الآية الكريمة دال
على حجية الخبر الضعيف الذي اشتهر عمل الفقهاء به ، لأن المراد بالتبين فيها ما
يعم تحصيل الظن بصدق الفاسق في خبره ، وذلك يتحقق بتحصيل تلك الشهرة.
وأجاب عنه الشيخ الأنصاري بأن « التبين
ظاهر في العلمي ... فمادة التبين ، ولفظ الجهالة ، وظاهر التعليل كلها آبية من
إرادة مجرد الظن. نعم يمكن دعوى صدقه على الاطمئنان الخارج عن التحير ، والتزلزل
الخ » [٢].
وهو في غاية الجودة ، فان التبين لغة
بمعنى الوضوح ، والظهور ، ويستعمل لازماً ، فيقال : تبين الشيء. بمعنى اتضح ،
ومتعدياً ، فيقال : تبينته. بمعنى أوضحته ، وفهمته [٣] ، كما في الآية الكريمة ، ولا يصدق