وقال تعالى : (كفى بالله
شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)[٥] في كل ذلك
يستشهد أهل العلم ، لايشير إلا اليهم ، ولايعتد إلا بهم ، وكفى بذلك فضيلة وفضلاً
بالعلم وأهله.
ولقد أحسن الخليل بن أحمد رحمهالله في قوله لولده : يا بني ، تعلّم العلم
، فإنه يقوّمك ويسددك صغيراً ويقدمك ويسودك كبيراً.
وقال الصادق عليهالسلام لأصحابه : « احسنوا النظر فيما لايسعكم
جهله ، وانصحوا لأنفسكم فيما لأيسعكم جهله ، ومعرفة مالا عذر لكم في تركه ، فإن
للدين أركاناً لاينفع من جهلها شدة اجتهاده في ظاهر عبادته ، ولايضر من عرفها فدان
بها حسن اقتصاده ».
وقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : « العاقل يعمل بالدرايات ، والجاهل
يعمل بالروايات ».
وقال عليهالسلام
: « كونوا درّائين ، ولا تكونوا روّائين ».
وقال عليهالسلام
: « همة العاقل الدراية ، وهمة الجاهل الرواية ».
ولقد صدق ـ صلى اللّه عليه ـ فإن
الدراية هي العلم القطعي الذي تبرأ به الذمة على اليقين به ، وصاحب الرواية على
خطر ، لإقدامه على أمر لم يعرف صحة الدليل على العمل به أو الترك له ، ومن هاهنا
امتنع كثيرمن أصحابنا رحمهمالله
عن العمل بالخبر الواحد ، المتجرّد من قرينة تعضده.