اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 84
وصف عدلاً ثم خالفه
إلى غيره ».
وروي أن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أوصى ولده الحسن ، فقال : « يا بني ،
احرز حظك من الأدب وفرغ له قلبك ، فإنه أعظم من أن تخالطه [١] دنس ، واعلم أنك إن أعوزت غنيت به ، وإن
اغتربت كان لك الصاحب الذي لاوحشة معه ، الأدب هو لقاح العقل ، وذكاء القلب ، وزينة
اللسان ، ودليل الرجل على مكارم الأخلاق ، وما الإنسان لولا الأدب إلا بهيمة مهملة
، للّه درّ الأدب! إنه يسود غير السيد ، فاطلبه واكسبه تكتسب القدر والمال ، من
طلبه صال به ، ومن تركه صيل عليه ، يلزمه اللّه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، والدنيا
طوران : فمنهما لك ، ومنهما عليك ، فما كان منهما لك أتاك على ضعفك ، وما كان
منهما عليك لم تدفعه بقوتك ».
وقال عليهالسلام
: « قيمة كل امرىء ما يحسن ، والناس أبناء ما يحسنون ».
وقال عليهالسلام
: « المرء مخبوء تحت لسانه ».
وقال عليهالسلام
: « العلم وراثة مستفادة ، ورأس العلم الرفق ، وآفته الخرق ، والجاهل صغير وإن كان
شيخاً ، والعالم كبير وإن كان حدثاً ، والأدب يغني عن الحسب ، ومن عرف بالحكمة
لحظته العيون بالهيبة والوقار ، والعلم مع الصغر كالنقش في الحجر ، وزلّة العالم
كانكسار السفينة تغرق وتغرق ، والآدابتلقيح الأفهام ومفتاح [٢] الأذهان ».
وقال : « وتحزم ، فإذا استوضحت فاعزم ، ولوسكت
من لا يعلم سقط الإختلاف ، ومن جالس العلماء وقّر ، ومن خالط الأنذال حقّر ، لا تحتقرن
عبداَ اتاها للّه الحكمة والعلم ، فإن اللّه تعالى لم يحقّره حيث اتاه إيّاه ، والمودة
أَشبك الأنساب ، لاتستر ذلنّ حسب ذي العلم فإن اللّه تعالى لم يحقره حيث اتاه أشرف
الأحساب ، ولا كنز أنفع من العالم ، ولا قرح سوء شرّ من الجهل ، والعلم خير من المال
، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والعلم يزكو على الانفاق ، والمال (تنقصه
النفقة) [٣]
، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه ، فعليكم بطلب العلم ، فإن طلبه فريضة ، وهو
صلة بين الإخوان ، ودال على المروّة ، وتحفة في المجالس ،