اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 441
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : « والله ما عبد الله بشيء أفضل من
أداء حقّ المؤمن ، وإنّ المؤمن أفضل حقاً من الكعبة ، وإنّ المؤمن أخو المؤمن فهو
عينه ودليله ، لا يخونه ولا يخذله ، ومن حقه عليه لا يشبع ويجوع المؤمن ، ولا يروى
ويعطش ، ولا يلبس ويعرى أخوه ، ويحبٌ له ما يحبه لنفسه ، فإذا احتجت فاسأله ، وإذا
سألك أعطه ، وكن لهم ظهراً فإنّهم لك ظهر ، وإذا غاب أخوك فاحفظه في غيبته ، وإن
شهد فزره ، وآجِلَّه وأكرمه فإنّه منك وأنت منه ، وإن أصابه خير فاحمد الله تعالى
، وإن ابتلى فاعضده وتحمّل عنه وأعنه [١].
فإنّه يحقّ عليك نصيحته ومواساته ومنع
عدوه منه [٢].
وإنّ نفراً من المسلمين خرجوا في سفر
لهم ، فأضلوا الطريق وأصابهم عطش شديد ، فتمكّنوا [٣] ولزموا أصول الشجر ، فجاءهم شيخ عليه
ثياب بيض ، فقال : قوموا فلا بأس عليكم ، هذا الماء ، فقاموا وشربوا وارتووا ، ثم
قالوا له : من أنت ، رحمك الله؟فقال : أنا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، سمعته يقول : « المؤمن أخو المؤمن
ودليله [٤]
« فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي [٥].
وقال عليهالسلام
: « من مشى لأخيه المؤمن في حاجة فنصحه فيها ، كتب الله
قال : يا ابن ابي بعفور يهم
لهمّه ، وفرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه ان هو حزن ، فإن كان عنده ما يفرج عنه
فرج عنه ، وإلاّ دعا الله له.
قال : ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : ثلاث لكم وثلاث لنا : أن
تعرفوا فضلنا ، وأن تطأوا أعقابنا ، وتنظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي
الله ، فأما الذين عن يمين الله فلو أنّهم يراهم من دونهم لم يهنئم العيش ممّا
يرون من فضلهم.
فقال ابن أبي يعفور : ما لهم
فما يرونهم وهم عن يمين الله! قال : يا ابن أبي يعفور إنّهم محجوبون بنور الله ، أما
بلغك حديث ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : إن المؤمنين عن يمين
الله وبين يدي الله ، وجوههم أبيض من الثلج وأضوء من الشمس الضاحية ، فيسأل السائل
: من هؤلاء؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله.