اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 429
ولقد أحسن لقمان في قوله :
العلمُ زينٌ والسكوتُ سلامةٌ
فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
ما إن ندمتُ على سكوتٍ مرة
ولقد ندمتُ على الكلام مرارا
وقال الكسائي ـ وقد سمعه رجل
يحادث عامياً ولا يقيم الإعراب فعجب ـ فقال الكسائي :
لعمرك ما اللحن من شيمتي
ولا أنا من خطأ ألحن
ولكن قسمت الورى قسمة
فخاطبت كلاً بما يحسن
ومن كلام الحسن البصري ، قال
لمن كان عنده : والله لقد عهدت أقواماً كانوا في الحلال أزهد منكم في الحرام ، وكانوا
على النوافل أشدّ حرصاً منكم على الفرائض ، وكانوا يسترون حسناتهم كما تسترون أنتم
سيئاتكم ، وكانوا من حسناتهم أن تردّ عليهم ولا تقبل منهم أشدّ وجلاً وخجلاً منكم
على سيئاتكم أن تعذبوا بها ، والله ما كانوا مع هذا آمنين ، ولقد كانوا خائفين
وجلين مشفقين.
وروي عن النيي صلىاللهعليهوآله أنّه سأل عن قول الله تعالى ( يُؤتون ما
آتوا وقلوبهم وجلة)[١]
قالوا : يا رسول الله ، قلوبهم وجلة مما يأتون من السيئات. قال : « لا ، بل يعملون
الحسنات ويبالغون في عمل الصالحات ، وهم مع ذلك وجلون خائفون أن يكونوا قصّروا ».
ومن كلام حسنٍ ليوسف النبي عليهالسلام.
روي أنّ زليخة لمّا افتقرت جلست في
طريقه ، ثم قالت له بعد أن سلّمت : أصابتنا فاقة فتصدّق علينا ، فالحمد لله الذي
جعل العبيد ملوكاً بطاعتهم ، والملوك عبيداً بمعصيتهم.
فقال لها : غموض النعمة سقم دوامها ، فراجعي
ما يمحص عنك درن الخطيئة ، فإنّ محل الإجابة قدس القلوب وطهارة الأعمال.
فقالت : ما اجتمعت لي بعد هبة التمام ، واني
لأستحي أن يرى الله لي موقف استعطاف ، ولمّا تهرق العين دمعتها ، ويؤدي الجسم
ندامته.
فقال لها : فبادري وجدي قبل مزاحمة
العدة ونفاد المدّة.