اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 427
ألا وإنّ ربي أمرني أن اُقاتل الناس حتى
يقولوا (لا إله إلاّ الله) فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها ، وحسابهم
على الله جلّ وعزّ.
ألا وإنّ الله ـ جلّ اسمه ـ لم يدع
شيئاً ممّا يحبِّه إلاّ وقد بيّنه لعباده ، ولم يدع شيئاً يكرهه إلاّ وقد بيّنه
لعباده ونهاهم عنه ، ليهلك من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حي عن بينة.
ألا وإنّ الله عز وجلّ لا يظلم بظلم ، ولا
يجاوزه ظلم ، وهو بالمرصاد (ليجزي الذين
أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)[١] من أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها [٢].
يا أيها الناس ، إنه قد كبرت سني ، ودق
عظمي ، وانهدم جسمي ، ونعيت إليّ نفسي [٣]
، ولا أظن إلاّ أنّ هذا آخر العهد مني ومنكم ، فما دمت حياً فقد تروني ، فإذا مت
فالله خليفتي على كلّ مؤمن ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل
من المنبر ، وكلهم قال : يا رسول الله ، جعلنا الله فداك ، بأبي أنت وأمي ونفسي لك
الفداء يا رسول الله ، من يقوم لهذه الشدائد؟ وكيف بالعيش بعد هذا اليوم؟
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وأنتم فداكم أبي واُمي ، إنّي قد
نازلت ربّي في أمتي ، فقال لي : إن باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور.
ثم أقبل علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إنه من تاب قبل موته بسنة تاب
الله عليه ، ثم قال : وسنة كثيرة ، من تاب قبل الموت بشهر تاب الله عليه ، ثم قال
: وشهر كثير ، من تاب قبل موته بجمعة [ تاب الله عليه ] [٤] ثم قال : وجمعة كثير ، (ثم قال : من
تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه ، ثم قال : ويوم كثير ، ) [٥] من تاب قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه
، ثم قال : وإن ساعة كثيرة ، ثم قال : من تاب وقد بلغت نفسه هذه ـ وأومأ بيده إلى
حنقه ـ تاب الله عزّ وجلّ عليه.