اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 42
فقل : من العقل وشهادته ، وأوضخ [١] حجته ودلالته ، ووجوب شكر المنعم على نعمته
، مما تتفق العقول عليه ولا تختلف فيه.
فإن قال : فما الشكر اللازم على النعمة؟
فقل : هو الاعتراف بها ، مع تعظيم
منعمها.
فإن قال : فهل أحد من الخلق يكافىء نعم
اللّه تعالى بشكر ، أو يوفي حقها بعمل؟
فقل : لايستطيع ذلك أحد من العباد ، من
قبل أن الشيء إنما يكون كفواً لغيره ، إذا سد مسده ، وناب منابه ، وقابله في قدره
، وماثله في وزنه.
وقد علمنا أنه ليس من أفعال الخلق ما
يسد مسد نعم اللّه عليهم ، لاستحالة الوصف للّه تعالى بالإنتفاع ، أو تعلق الحوائج
به إلى المجازاة.
وفساد مقال من زعم أن الخلق يحيطون
علماً بغاية الانعام من اللّه تعالى عليهم والافضال ، فيتمكنون من مقابلتها بالشكر
على الاستيفاء للواجب والاتمام.
فنعلم بهذا تقصير العباد عن مكافاة نعم
اللّه تعالى عليهم ، ولو بذلوا في الشكر والطاعات غاية المستطاع ، وحصل ثوابهم في
الاخرة تفضلاً من اللّه تعالى عليهم وإحساناً إليهم ، وإنما سميناه استحقاقاً في بعض
الكلام ، لأنه وعد به على الطاعات ، وهو الموجب له على نفسه بصادق وعده ، وإن لم
يتنأول شرط الاستحقاق على الأعمال ، وهذا خلاف ما ذهبت إليه المعتزلة ، إلاّ
أبوالقاسم البلخي فإنه يوافق في هذا المقال ، وقد تناصرت به مع قيام الأدلة
العقلية عليه الأخبار.
روى أبوعبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : « قال الله تعالى : لايتكل العاملون
على أعمالهم التي يعطونها لثوابي ، فإنهم لواجتهدوا واتعبوا أنفسهم أعمارهم في
عبادتي ، كانوا مقصرين غير بالغين [ في عبادتهم كنه عبادتي ، فيما يطلبون ] [٢] من كرامتي ، والنعيم في جناتي ، و [٣] رفيع الدرجات العلى في جواري ، ولكن
برحمتي فليثقوا ، وفضلي فليرجوا ، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن