روي عن بعضهم قال : شكوت إلى الصادق عليهالسلام ما ألقى من الضيق والهم فقال : « ما
ذنبي أنتم أخرتم هذا ، إنه لما عرض الله عليكم ميثاق الدنيا والآخرة اخترتم الآخرة
على الدنيا ، واختار الكافر الدنيا على الآخرة ، فأنتم اليوم تأكلون معهم وتشربون
وتنكحون معهم ، وهم غداً إذا استسقوكم الماء قلتم لهم : (إن الله حرمهما على الكافرين )[٢]
».
وروي عن الصادق عليهالسلام : « إن الله تعالى ليعتذر الى المؤمن
يوم القيامة ، فيقول له : وعزتي وجلالي ، ما أفقرتك لهوان لك [٣] عليّ ، ولكن ارفع هذا الستر فانظر ما قد
عوضتك عن الدنيا ، فيرفعه فيرى من الملك مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولاخطر على
قلب بشر ، فيقول : يا إلهي ما ضرني ما منعتني بما قد عوضتني ».
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال « علّمني عملاً يحبني الله عليه ،
ويحبني المخلوقون ، ويثري الله مالي ، ويصح بدني ، ويطيل عمري ، ويحشرني معك ، فقال
: هذه ست خصال ، تحتاج إلى ست خصال : إذا أردت أن يحبك الله فخفه واتقه ، وإذا
أردت أن يحبك المخلوقون فأحسن إليهم وارفض مافي يديهم ، وإذا أردت أن يثري الله
مالك فزكّه ، وإذا أردت أن يصح بدنك فاكثر من الصدقة ، وإذا أردت أن يطيل الله
عمرك فصل ذوي أرحامك ، وإذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله
الواحد القهار ».
وروى ابن عياش قال : قال لي الصادق عليهالسلام : « يا ابن عياش ، يأتي على الناس زمان
، من سكت مات ومن تكلم عاش ، قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، إن أدركت ذلك الزمان
ما أصنع؟ قال : تساعدهم بمالك ، قال : قلت : فإن لم أجد ، قال : فبجاهك ».