اسم الکتاب : سلمان سابق فارس عرض وتحليل المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 69
فقال : لي أخ بالجزيرة مكان كذا وكذا
وهو على الحق ، فأته فاقرأه مني السلام ، وأخبره أني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته.
فلما أن قبض الرجل ، خرجت فأتيت الرجل
الذي وصفه لي ، فأخبرته بالخبر ، وأقرأته السلام من صاحبه ، وأخبرته أنه هلك
وأمرني بصحبته.
فضمني إليه ، وأجرى علي ما كان يجري علي
مع الآخر ، فصحبته ما شاء الله ، ثم نزل به الموت ، فلما نزل به الموت جلست عند
رأسه أبكي ، فقال لي : ما يبكيك.؟
قلت : خرجت من بلادي أطلب الخير ،
فرزقني الله صحبة فلان ، فأحسن صحبتي وعلمني وأوصاني عند موته بك ، وقد نزل بك
الموت ، فلا أدري أين أتوجه؟.
فقال : تأتي أخاً لي على درب الروم فهو
على الحق ، فأته ، واقرأه مني السلام ، واصحبه فانه على الحق.
فلما قبض الرجل ، خرجت حتى أتيته
فأخبرته بخبري وتوصية الآخر قبله ، قال : فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي ،
فلما نزل به الموت جلست أبكي عند رأسه ، فقال لي ما يبكيك.؟
فقصصت قصتي ، قلت له : إن الله تعالى
رزقني صحبتك ، فأحسنت صحبتي ، وقد نزل بك الموت ولا أدري أين أتوجه.
فقال : لا دين! وما بقي أحد أعلمه على
دين عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في الأرض ، ولكن هذا أوانٌ يخرج فيه نبي ،
أو قد خرج بتهامة ، وأنت على الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه ، فاذا بلغك أنه
قد خرج ، فانه النبي الذي بَشّر به عيسى صلوات الله وسلامه عليهما ، وآية ذلك [١] أن بين كتفيه خاتم النبوة ، وأنه يأكل
الهدية ، ولا يأكل الصدقة.