« كنت رجلاً من أهل جي ، وكان أهل قريتي
يعبدون الخيل البلق فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء ، فقيل لي إن الدين الذي تطلب
إنما هو بالمغرب ، فخرجت حتى أتيت الموصل ، فسألت عن أفضل من فيها. ، فدللت على
رجل في صومعة ، فأتيته ، فقلت له :
إني رجل من أهل جي ، وجئت أن أطلب العمل
وأتعلم العلم ، فضمني إليك ، أخدمك وأصحبك ، وتعلمني شيئاً مما علمك الله.
قال : نعم. فصحبته ، فأجرى علي مثل ما
كان يُجري عليه ، وكان يجرى عليه الخل والزيت والحبوب ، فلم أزل معه حتى نزل به
الموت ، فجلست عند رأسه أبكيه.
فقال : ما يبكيك.؟
قلت : أبكي أني خرجت من بلادي أطلب
الخير ، فرزقني الله صحبتك ، فعلمتني ، وأحسنت صحبتي ، فنزل بك الموت ، فلا أدري
أين أذهب؟