وتأثر كل شيء في أي
شيء ، وكيفية ذلك ومداه ، ونوعه ، ومستواه ـ نعم لابدّ وأن يتجه إليه ؛ فيمتثل
أوامره ، وينتهي بنواهيه ، التي ابلغه اياها الانبياء والرسل ، الذين اقيمت حجتهم
، وظهرت معجزتهم.
وهذا فقط ، هو السبيل الوحيد ، والطريق
الاسلم ، الذي يمكّن الانسان من أن يكمل مهمته ، في الحصول باختياره وارادته ، على
خصائصه الانسانية الإلهية ، ويجعله يهيمن عليها ، ويوازن بينها ، ويحفظ لها
تعادلها ، وخطها الصحيح ، بعيداً عن كل السلبيات ، والاخطار ، بلا زيف ، ولا حيف ،
ولا تضليل ، ولا خداع.
ولقد ادرك سلمان هذه الحقيقة ، ووجد أن
الاسلام هو الذي وهبه انسانيته ، وخصائصها الملكوتية ؛ فهو الاب الحقيقي له ـ أما
الاب النسبي؛ فلربما يكون قد ساهم ـ عن عمد ، أو عن غير عمد في تشويه ذاته ، وفي
ابقائه في مستوى الحيوان الاعجم ، وابعاده عن الكمال ، الذي أهله الله لاُن يصل
إليه ، ويحصل عليه .. وهذا هو السر في أنه كان إذا قيل له : من أنت؟ قال : أنا
سلمان ابن الاسلام [١]
وتقدم قوله لسعد : ما أعرف لي أبا إلاّ الاسلام ، ولكن سلمان ابن الاسلام.
الزواج .. والسياسة
العنصرية :
هذا .. ولم يقف الامر عند ذلك الحد من
التحدي ، بل استمر سلمان يواجه المصاعب والمتاعب ، نتيجة لسياسات التمييز العنصري
، التي كانوا يواجهونه بها ، ونذكر هنا ما يلي :
١ ـ خطب سلمان الفارسي إلى عمر بن
الخطاب (رض) ابنته ؛ فلم
[١] الاستيعاب بهامش
الاصابة ج ٢ ص ٥٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٣٤ وانساب الاشراف ج ١ ص ٤٨٧.