وبالنسبة إلى ادانة عمر لسعد ، في
محاولته تحقير سلمان ؛ فلا نراها تنسجم مع سائر مواقف عمر ، وتوجهاته ، وسياساته
مع غير العرب ، وحتى مع سلمان بالذات ، الذي لم يقبل عمر : أن يزوجه حينما خطب
إليه ، بسبب أنه غير عربي .. وسنذكر نبذة من سياسات عمر هذه في فصل مستقل إن شاء
الله تعالى.
ومن هنا نجد أنفسنا مضطرين إلى القول :
إن تقريض عمر لابيه الخطاب قد جاء على سبيل الافتخار بأمر نسبي ، فعل الخطاب أبا
عمر كان أعز من سلف سعد مثلاً ، أو لعله قد استفاد من هيبة الخلافة ، وسلطان الحكم
؛ فادعى ذلك ؛ ليرضى سلمان وغيره ، ممن لا يرتاحون لمنطق سعد ، المخالف للاسلام.
مع اطمينانه بأن سلمان ، الذي لم يكن قد
عاش في المنطقة العربية ، في زمن الجاهلية ، وأوائل البعثة ، كان لا يعرف حقيقة
الامر في هذا المجال .. بالإضافة إلى علم الخليفة بعدم جرأة أحد على الرد عليه ،
وتفنيد مزاعمه.
وقد تكون هذه العبارة قد دسٌت في
الرواية ، بهدف ابعاد الشبهة عن الخليفة في سائر مواقفه من سلمان بالذات ، ومن غير
العرب بصورة عامة.
والله هو العالم بحقيقة الحال ، وإليه
المرجع والمآل ..
هذه الرواية وسياسات
الخليفة :
ولكن المهم هو : أن هذه الرواية قد
تبدوا منافية لما عرف وشاع ، وذاع من مواقف للخليفة الثاني تجاه غير العرب ، والتي
كانت تقضي بحرمان غير العرب من كثير من الحقوق الانسانية والاسلامية على حد سواء.
ولكننا نقول : إن من الطبيعي : أن لا
يقدم الخليفة في أوائل أمره على تطبيق سياساته تلك ، ويتحاشى الجهر في ذلك ،
بانتظار استحكام أمره ، وتثبيت حكمه. بل لم يكن ثمة داعٍ لاعلان تلك المواقف ،
وتطبيق هاتيك السياسات ،