وسلّم قد قطع لكل
عشرة أربعين ذراعاً ، يعملون فيها ، وكان سلمان قوياً في عمله ، احتج المهاجرون
والانصار.
فقال المهاجرون : سلمان منّا.
وقال الانصار : سلمان منّا.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سلمان منّا أهل البيت [١].
ورواية اُخرى تقول :
إنه حين حفر الخندق ، وكان المسلمون
ينشدون سوى سلمان ، رأى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
ذلك ؛ فدعا الله : أن يطلق لسان سلمان ، ولو ببيتين من الشعر ، فأنشأ سلمان ثلاثة
أبيات :
مالي لسان فأقـول شعرا
أسـأل ربـي قـوة ونصرا
على عدوي وعدو الطهرا
مـحمّد الـمختار حاز الفخرا
حتى أنال في الجنان قصرا
مع كل حوراء تحاكي البدرا
فضج المسلمون ، وجعل كل قبيلة يقول :
سلمان منّا.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سلمان منّا أهل البيت [٢].
نعم .. إننا لنستبعد ذلك ، ونميل الى
صحة الرواية المتقدمة حول موقف عمر بن سلمان .. وذلك بسبب النهج الذي عرفناه عن
الخليفة الثاني ، في معاملته لغير العرب ، والروح العدائية التي كانت تملي عليه
مواقف سلبية وقاسية ضدهم ، كما سيتضح في فصل مستقل يأتي إن شاء الله تعالى ..
[١] طبقات ابن سعد ط
ليدن ج ٤ قسم ١ ص ٥٩ ، وراجع : اُسد الغابة ج ٢ ص ٣٣١ وذكر أخبار أصبهان ج ١ ص ٥٤
وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢٠٠ ونفس الرحمان ص ٣٤ / ٣٥ عن مجمع البيان في تفسير قوله
تعالى : اللّهم مالك الملك ، تؤتي
الملك من تشاء.
وعن السيرة الحلبية ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٥٩٨.
[٢] راجع : المناقب
لابن شهرآشوب ج ١ ص ٨٥ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٤ عنه والدرجات الرفيعة ص ٢١٨ ونفس
الرحمان ص ٤٣. ويلاحظ ما في الاُبيات من الهنات ..