responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 35

« ويجوز أن يكون كل واحد من سلمان وعمر غرس بيده النخلة ، أحدهما قبل الآخر » [١].

ولنا أن نعلق على ذلك : بأنه بعد نهي النبيّ لسمان عن ذلك ؛ فلا يعقل أن يقدم على مخالفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسلمان هو من نعرف في انقياده ، والتزامه المطلق ، بأوامر الله سبحانه ، ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فلا يمكن أن نصدق : أنه قد خالف أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ..

وكيف لم يتدخل في غرس مائتين وتسع وتسعين ، وتدخّل في خصوص هذه الواحدة ، دون سواها؟!

هذا بالاضافة إلى صحة سند ما روي عن عمر .. وكثرة الناقلين له ، وعدم نقل ذلك عن سلمان إلا عند ابن سعد في طبقاته ..

وإذا كان الراجح ـ إن لم يكن هو المتعين ـ أن سلمان لم يتدخل في هذا الأمر ، ولا خالف النهي المتوجه إليه من قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ..

وإذا كان النهي إنما توجه إلى سلمان ، لا إلى عمر ، فان إقدام عمر على هذا الأمر ، يصبح أكثر معقولية ، وأقرب احتمالاً ..

فهو قد أراد أن يجرب حظه في هذا الامر أيضاً ، ولعله يريد اظهار زمالته ، للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو القائل « أنا زميل محمّد » [٢] فكما أن النخل يثمر على يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؛ فانه يثمر على يده أيضاً .. وكما أن الرسول يقوم ببعض الأعمال؛ فان غيره أيضاً قادر على أن يقوم بها؛ فليس ثمة كبير فرق ـ فيما بينهم ، وبينه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، على حدّ زعمه ، أو هكذا خُيّل له على الأقل ..


[١] نفس الرحمان ص ١٦.

[٢] راجع : تاريخ الاُمم والملوك للطبري ج ٣ ص ٢٩١ ط الاستقامة.

اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست