بل لقد قال ولي الدين العراقي عن غزوة
الخندق : « المشهور أنها في السنة الرابعة للهجرة » [١].
وقال عياض : « ان سعد بن معاذ مات إثر
غزوة الخندق ، من الرمية ، التي أصابته ، وذلك سنة أربع باجماع أهل السير ، إلا
شيئاً قاله الواقدي » [٢].
فقوله : « باجماع أهل السير » يحتمل رجوعه
إلى سنة أربع ، فيكون قد ادعى الاجماع على كون الخندق في سنة أربع ، ويحتمل رجوعه
إلى موت سعد بن معاذ بعد الخندق ، وتكون كلمة « وذلك سنة أربع » معترضة ، ولا تعبر
إلا عن رأيه ..
ومما يدل على أن الخندق قد كانت سنة
أربع :
١ ـ أنهم يذكرون بالنسبة لزيد بن ثابت :
أن أباه قتل يوم بعاث وهو ابن ست سنين ، وكانت بعاث قبل الهجرة بخمس سنين [٣]
وقدم النبيّ (ص) المدينة ، وعمر زيد احدى عشرة سنة [٤].
ص ٢٧٩ وراجع : فتح
الباري ج ٧ ص ٣٠٢ والمحبر ص ١١٣ وعنوان المعارف في ذكر الخلائق ص ١٢ والمناقب لابن
شهرآشوب ج ٤ ص ٧٦ وشرح صحيح مسلم للنووي ، بهامش ارشاد الساري ج ٨ ص ٦٤ ونقله في
وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٠ وفي تاريخ ابن الوردي ج ١ ص ١٦٠ عن النووي في الروضة ، وأصر
عليه ابن خلدون في كتابه : العبر ، وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ قسم٢ ص ٢٩ و ٣٣
وراجع : صحيح البخاري ج ٣ ص ٢٠.
[١] تاريخ الخميس ج
١ ص ٤٨٠ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١١٠.
[٢] شرح صحيح مسلم
للنووي ، بهامش ارشاد الساري ج ١٠ ص ٢٢٦ وفتح الباري ج ٨ ص ٣٦٠.
[٣] تهذيب الكمال ج
١٠ ص ٢٧ و ٣٠ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٢١ وراجع : شذرات الذهب ج ١ ص ٥٤ ، وتهذيب
تاريخ دمشق ج ٥ ص ٤٤٩.
[٤] مجمع الزوائد ج
٩ ص ٣٤٥ عن زيد نفسه. وتهذيب التهذيب ج ٣ ص ٣٩٩ والثقات ج ٣ ص ١٣٦ وصفة الصفوة ج ١
ص ٧٠٤ وسير اعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٢٧/٤٢٨ وتهذيب الكمال ج ١٠ ص ٢٥ و ٢٧ وتهذيب
الاسماء ج ١ ص ٢٠٠/٢٠١ والاستيعاب بهامش الاصابة ج ١ ص ٥٥١ وشذرات الذهب ج ١ ص ٥٤
وتهذيب تاريخ دمشق ج ٥ ص ٤٤٩.