responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 156

وإذا كانت هذه حالتهم ، فانهم لم يكن يمكن لهم أن يسمحووا لمخيّلتهم أن يمر فيها وَهمُ الخروج من حالتهم تلك ، فضلاً عن أن يفكروا في السيطرة على الامبراطورية الكسروية وغيرها ، ويصبحوا بين يوم وآخر أسياد العالم وحكامه ، والمسيطرين على قدراته وامكاناته.

أضف إلى ذلك : أن الاكثرية الساحقة حين حصول هذا التحول الهائل في واقعهم ، كانت لا تزال تعيش في ظل مفاهيمها الجاهلية ، وتخضع للضوابط والمعايير القبلية ، وتنطلق في مواقفها من اهوائها ، وعصبياتها ، ومصالحها الشخصية.

ولم يتهيأ لها ، أو لم تكلف نفسها عناء العيش في ظل مفاهيم الاسلام وتعاليمه ، ولم تتفاعل مع قيمه ومثله ، ولا عاشت التجربة إلا في حدود الشعار ، أو التوهج العاطفي ، الذي لم يتأصل في وعيها ، ولم يتجذر في فكرها ، ولا تلاقي مع فطرتها ، ولا لامس ضميرها ووجدانها ..

وقد تجلى ذلك بصورة أوضح ، بعد أن تعرضت الامة بعد وفاة نبيها لمسحٍ إعلامي ، وتثقيفي ، عمل على إيجاد حالة جديدة ، تستهدف تحويل الاتجاه في مرامي الطموح إلى مسار جديد ينسجم مع المصالح الطارئة ، والتغيرات العارضة ، التي جاءت كنتيجة طبيعية للتغيير غير الطبيعي الذي نار مركز القيادة بعد الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتسلّمت القيادة تلك الفئة التي خصتهم بامتيازات ما كانوا يفكرون فيها ، ولا يحلمون بها .. فعكفوا على دنياهم ، وغرقوا في زبارجها وبهارجها.

ولم يعد يهمهم ، إلا أن يكرسوا لانفسهم هذه الامتيازات ، ويحوطوها ، ويحافظوا عليها ، ثم الحصول على المزيد منها ، مهما كان ذلك ظالماً ، ومدمراً للآخرين ، أو مخالفاً للشرع ، ولاُحكام الدين ، أو تمجه الاخلاق ، وتأباه الفطرة ..

وبعد كل ذلك ، فان من الطبيعي : أن نجد : أن هؤلاء ، قد ابتلوا بداء

اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست