اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 155
والارجحية في كل شيء
، واختصوا لانفسهم بكل مصادر الخير ، والفضل ، والتقدم في المجالات المختلفة وهم
الذين كانوا إلى الامس القريب لا يحلمون حتى بأن يحكموا أنفسهم ، أو يملكوا أمرهم.
وكانوا يعيشون الحياة الصعبة بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، ويعانون من عقدة التخلف
، والحقارة ، والمهانة بصورة حقيقية ..
وكانوا يتعاملون مع كل من يحيط بهم من
الامم ، من موقع الحاجة ، والضعف ، والاستكانة ، والفقر؛ فيقيسون ما هم من ذل إلى
ملك كسروي ، وجبروت قيصري ، فيرون البون الشاسع ، والفرق الكبير ؛ فأين الثريا من
الثرى. وأين الحضيض من السها ، قال قتادة : « كان هذا الحي من العرب أذل الناس
ذلاً ، وأشقاه عيشاً ، وأبينه ضلالةً ، واعراه جلوداً ، وأجوعه بطوناً ، معكومين
على رأس حجرين أسدين : فارس ، والروم. لا والله. ما في بلادهم يؤمنذ شي ء يحسدون
عليه ، من عاش منهم عاش شقياً ، ومن مات ردّي في النار. يؤكلون ، ولا يأكلون.
والله ما نعلم قبيلاً يؤمئذٍ ، من حاضر الارض ، كانوا فيها أصغر حظاً ، وأدق فيها
شأناً منهم ، حتى جاء الله عزّوجلّ بالاسلام ، فورثكم به الكتاب واحل لكم به دار
الجهاد ، ووضع لكم به من الرزق ، وجعلكم به ملوكاً على رقاب الناس » [١].
وهناك كلمات أمير المؤمنين المعبرة عن
حالة العرب ، وأنهم كانوا على « شر دين ، وفي شر دار ، بين حجارة خشن ، وحيات صم ،
تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب إلخ » [٢].
وله عليهالسلام كلمات اخرى
تعبر عن حالة العرب .. فليراجعها من ارادها .. وليراجع أيضاً كلام المغيرة بن شعبة
في هذا المجال [٣].
[١] جامع البيان ج ٤
ص ٢٥ وضحى الاسلام ج ١ ص ١٨ عنه.