اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 128
الخليفة الثاني
وسياسة التمييز العنصري :
إنه عدا عن اننا نجد اتهاماً صريحاً
موجهاً من قبل العباس بن عبدالمطلب إلى عمر بن الخطاب ، بانه كان ينطلق في مواقفه
من أبي سفيان حينما طالب بقتله في فتح مكة من الروح القبلية والتعصب لعشيرته ، فقد
قال له العباس: مهلا يا عمر ، أما والله ، ان لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما
قلت هذا ، ولكنك عرفت: انه من رجال بني عبدمناف [١].
نعم .. عدا عن ذلك ، فان لدينا الكثير
من النصوص التي تدل على أنّ الخليفة الثاني كان يصر على تمييز العرب على كل من
عداهم ، وأن كل همه كان منصرفاً إلى تأكيد ذلك وتثبيته ؛ ليكون سياسة متبعة بعده ،
يأخذها الخلف عن السلف.
ومن جهة اُخرى فإنه كان يبخس غير العرب
حقوقهم ، ويمتهن كراماتهم ، ويعتدى على شخصيتهم في سياساته ، وتشريعاته ، ومواقفه
، في الظروف ، والمناسبات ، والاُحوال المختلفة.
ولبيان طرف من ذلك نشير إلى سياساته هذه
في مجالين :
[١] حياة الصحابة ج
١ ص ١٥٤ عن مجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٧ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٩١ عن البيهقي.
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 128