اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 112
اليمنيين ، وأن يبيد
خضراء مضر ، ولا يدع على الارض منهم دياراً [١].
ضريبة الانحراف عن
الخطّ الاسلامي :
وهذا التمييز ، وإن كان له جذور عميقة
في تاريخ البشر قبل ظهور الاسلام ، لدى قدماء اليونان ، ولدى غيرهم أيضاً ..
ثم ظهر الاسلام في الجزيزة العربية ،
واعلن حرباً لا هوادة فيها على هذه النزعة ، وعلى كل مظاهرها ورموزها ، حتى اضطرها
إلى التراجع والانحسار أمام قوة اندفاعه ، وعمقها ..
ولو أن الاسلام بقي هو صاحب القرار على
الساحة ، لاقتلعت كل جذورها ، وعفيت جميع آثارها .. وإلى أبد الآبدين ..
غير أنّه بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حينما استطاعت فئة معينة أن تختلس
القرار السياسي من أصحابه الشرعيين ، ولم تكن معظم المواقع في هيكلية الحكم التي
أقامتها تمتلك المناعات الكافية ، ولا الدوافع الحقيقية في مجال الالتزام والحركة
، ولا القدرات الفكرية أو العلمية الغنية ، والقوية ، والاصيلة في فهم الاسلام
وتشريعاته ، لا في المجال النظري ، ولا على صعيد العمل والموقف .. الاُمر الذي
أفسح المجال لكثير من النزعات ، والانحرافات للظهور ، والاعراب عن نفسها من جديد.
ووجدت الكثيرين على استعداد لدعمها ، وتوفير الشرعية لها ، عن طريق جعل الحديث على
لسان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ليصبح
الإنحراف ديناً ، والهوى شريعة ..
* * *
[١] شرح النهج
للمعتزلي الحنفي ج ٣ ص ٢٦٨/٢٦٧ وتاريخ الامم والملوك ج ٧ ص ٣٤٤ والكامل في التاريخ
ج ٥ ص ٣٤٨ والامامة والسياسة ج ٢ ص ١٣٧ وارجع : البداية والنهاية ج ١٠ ص ٢٨ والعقد
الفريد ج ٤ ص ٤٧٩ والنزاع والتخاصم ص ٤٥ وضحى الاسلام ج ١ ص ٣٢.
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 112