اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 111
الامويين ، على أساس
أن نعتبر هذا فصلاً تمهيدياً ، لذلك الفصل الذي نتحدث فيه عن سياسات الخليفة
الثاني في هذا المجال.
وبما أن سياسة التمييز هذه ، لم تلق
معارضة جديدة وحقيقة إلا من قبل أهل البيت عليهمالسلام
، وعلى رأسهم سيدهم علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه .. فاننا سوف نذكر
نبذة عن هذا الامر أيضاً ونتلمس بعض آثارها .. كل ذلك على سبيل الايجاز والاشارة
بحول ا وقوته ، ومنّه وكرمه ..
فلنبدأ هنا ببعض ما يرتبط بالسياسة
الاموية وما تلاها ، وما يرتبط بها ، فنقول :
الاُمويون وسياسة
التمييز العنصري :
لقد كانت السياسة الاموية تقوم على أساس
التمييز بين العرب وغيرهم ، ممن يعبرون عنهم بـ « الحمراء » تارة ، بملاحظة اختلاف
لون بشرتهم ، وبـ « الموالي » اخرى [١].
بل لقد تعدت السياسة الاموية ذلك إلى
إثارة النعرات القبلية بين العرب أنفسهم ، كالقيسية المضرية ، واليمانية ؛ فتارة
يؤيدون هؤلاء ، واخرى يؤيدون اولئك ، حسبما تقتضيه مصالحهم الخاصة ، وطموحاتهم في
التسلط ، وبسط نفوذهم على البلاد والعباد.
وقد استمروا على تأييد اليمانية إلى
زمان هشام بن عبدالملك ، الذي عدل إلى المضرية فقربهم ، واستمروا على ذلك إلى حين
سقوط الدولة الاموية ، على يد أبي مسلم الخراساني والعباسيين ، الذين اتخذوا جانب
اليمانية ، حتى لقد أرسل إبراهيم الامام ، الزعيم العباسي إلى داعيته أبي مسلم ،
يأمره باكرام
[١] الموالي هم :
اما أسرى استرقوا ، ثم اعتقوا ، وهم قلة .. وأما هم من غير العرب ، دخلوا الاسلام
؛ فحالفوا بعض القبائل العربية ؛ لضمان الحماية اللازمة ، أو لغير ذلك .. مع العلم
بأن محالفتهم لهذه القبيلة ، أو لتلك ، يفيدها في تعزيز دورها وتأكيده بصورة عامة
بين سائر القبائل.
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 111