اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 105
اسطورة تاريخية ، أو
أنه من الموالي لا يحق له التصدي لبعض الامور ، أو ما إلى ذلك [١]
.. فانهم يحاولون ما هو أعظم من ذلك وأخطر ، وهو النيل من رسول الاسلام الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والعبث بالقرآن ومفاهيمه ، وتشويه
حقائقه ، ومسخ تشريعاته وتهجينها.
نعم .. لا عجب من ذلك كله .. وانما
العجب كل العجب : من اولئك الذين يعتبرون أنفسهم ، ويعتبرهم الناس مسلمين ،
ويحملون هوية الاسلام ، ويرفعون شعاراته ، حيث نجدهم : أشد كيداً للاسلام ، وأكثر
اصراراً على تشويه معالمه ، وأعظم أثراً في تقويض دعائمه.
ولا نريد حشد الشواهد والادلة الكثيرة ،
على ان هؤلاء قد تربوا على أيدي اولئك ، وتخرجوا من مدرستهم ، وتأثروا بأفكارهم
ومفاهيمهم ، ونفثوا فيهم سمومهم المهلكة ؛ فان ذلك كالنار على المنار ، وكالشمس في
رابعة النهار.
ولعل ذلك كان أمراً طبيعياً ما دام أن
هؤلاء حين اتصلوا باولئك الشياطين المهرة ، لم يكونوا قد استضاءوا بنور العلم ،
ولا كانت لديهم حصانة كافية ، ولا وعي للاسلام ومفاهيمه يمكّنهم من الصمود في وجه
الهجمة الشرسة ، التي تستهدف تشويه شخصيتهم ، ومسخ كل وجودهم ، وتدمير كل طاقاتهم
، من قبل تلك الوحوش الكاسرة .. هذا إلى جانب شعور بالحقارة ، واحساس بالضعف ،
وانبهار تام بمظاهر الحضارة الخادعة ، التي وجدوها عندهم .. فضاعوا ، وأضاعوا
وضلوا الطريق وأضلوا ، وعجزوا عن فهم الاُمور ، وعن تقييمها ، ولم يمكنهم وضع
الاُمور في نصابها ، بوعي ، وبمسؤولية ، وتعقل ..
فكان أن وجد فيهم اولئك الاعداء
الحاقدون ، غاية أمانيهم ، ومنتهى مقاصدهم ؛ وأصبحوا دمية طيعة في أيديهم ، يوجون
إليهم زخرف القول غروراً ..
وكان أن سمعنا ورأينا من هؤلاء ، الذين
ينسبون أنفسهم إلى الاسلام ،