اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 104
يعني : نقرأ عليه.
فقال : إن القرآن عربي ؛ فاستقروه رجلاً عربياً.
فكان يقرينا زيد ، ويأخذ عليه سلمان ،
فاذا أخطأ ردّ عليه [١].
إن هذه الرواية ، لا تضر ، فان فصاحة
سلمان ، لا يلزم منها أن تكون لهجته سليمة في الغاية ، فلعل شيئاً من اللهجة
الفارسية ، كان لا يزال فيها. ولم يكن يحب أن يتأثروا حتى ولو بهذا المقدار ، كما
أن استقراءهم إياه يدل دلالة واضحة ، على أنّهم يرونه أهلاً لذلك ، ولا يرون فيه
عجمة الى حد تمنع من ذلك. ونعتقد : أن السبب في هذه التهمة هو عمر بن الخطاب ،
فانه هو الذي قال عن سلمان « الطمطماني » [٢]
وذلك في محاولة لانتقاص شخصية سلمان ، واستجابة لرغبة أكيدة في الحطّ من قدره رحمهالله.
ولعله قد كان ثمة لكنة لدى سلمان ،
ولكنّها لا تصل الى حد الطمطمأنية والعجمة ، لما ذكرناه آنفاً.
الحقد الاعمى :
وأخيراً .. فإننا لا نستغرب كثيراً حين
نجد المستشرقين ، يطعنون في ديننا ، ويهاجمون مقدساتنا ، ويشككون في أبده بديهيات
الاسلام والقرآن وأجلاها ، وأشدها وضوحاً لدى العقل ، وأقواها رسوخاً في الفطرة.
فقد عرفنا : أنهم العدو الحاقد والطامع
، والمستعمر الذي يعمل بكل ما اوتي من قوة وحول من أجل تدميرنا ، والاستئثار
بمقدراتنا ، والعبث بمقدساتنا ، والسخرية بمثلنا وقيمنا.
وقد يستخدم ـ هذا العدو المستعمر ـ من
أجل تحقيق اهدافه الشريرة : الحديد ، والنار تارة .. وقد يلجأ إلى اسلوب التضليل ،
والتشكيك ، والمكر والحيلة ، تارة اخرى ..
فلا عجب إذن .. رأيناهم يعتبرون سلمان
الفارسي شخصية قلقة ، أو
[١] تهذيب تاريخ
دمشق ج ٦ ص ١٥ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ١٠ ص ٤٦٠ وج ١٢ ص ١٩٢.