اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 65
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب قد رأت ـ
قبل قدوم ضمضم بثلاث ليال ـ رؤياً أفزعتها فقصتها على أخيها العباس واستكتمه
خبرها.
قالت : رأيت راكباً على بعير له وقف
بالأبطح *
ثم صرخ بأعلى صوته : أن أنفروا يا آل غُدر إلى مصارعكم في ثلاث ، قالت : فأرى
الناس قد اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد فمَثُلَ بعيره على الكعبة ، ثم صرخ مثلها ،
ثم مثل بعيره على رأس أبي قبيس ، فصرخ مثلها ، ثم أخذ صخرة عظيمة وأرسلها ، فلما
كانت بأسفل الوادي إرفَضّت فما بقي بيت من مكة إلا دخله فِلقةٌ منها !
لكن العباس قصّ هذه الرؤيا على صديقه
الوليد بن عتبة ، وقصها الوليد على أبيه عتبة ، فشاعت في أحياء قريش.
وبينما العباس يطوف إذ لقيه أبو جهل ،
فقال له : يا ابا الفضل أقبل إلينا.
قال : فلما فرغت من طوافي أقبلت إليه ،
فقال لي : متى حدثت فيكم هذه النبيّةُ ؟ ! وذكر رؤيا عاتكة. ثم قال : أما رضيتم أن
تتنبأ رجالكم ، حتى تتنبأ نساؤكم ؟! فسنتربص بكم هذه الثلاث ، فإن يكن حقاً ؛ وإلا
كتبنا عليكم أنكم أكذب أهل بيت في العرب .. ».
قال العباس : فغدوت في اليوم الثالث من
رؤيا عاتكة وأنا مغضب أحب أن أدركَهُ فرأيته في المسجد فمشيت نحوه أتعرض له ليعود
فأوقع به ، فخرج نحو باب المسجد يشتد. فقلت : ما باله ، قاتله الله ، أكلُّ هذا
فرقاً من أن اشتمه ؟!
وإذا هو قد سمع مالم أسمع ، صوت ضمضم بن
عمرو وهو يصرخ ببطن
* كل مسيل فيه دقاق الحصى والمراد به هنا : المحصب وهو مكان قريب
من منى تارةً يضاف إلى مكة واخرى إلى منى لقربه منهما.
اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 65