اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 42
الهجرة
وأوصى رسول الله (ص) علياً بحفظ ذمته
وأداء أماناته ، وأمره أن يقيم منادياً بالأبطح غدوةً وعشية ينادي : آلا من كانت
له قِبلَ محمدٍ أمانة فيأت لتؤدى إليه أمانته ، وأوصاه بالصبر ، وأن يقدم عليه مع
ابنته فاطمة وغيرها من النسوة إذا فرغ من آداء المهمّات التي كلفه بها.
وأمر أبا بكر ، وهند بن أبي هالة * أن يقعدا له في مكان حدده لهما في
طريقه إلى الغار ، فلما خرج (ص) في ظلمة الليل ، إنطلق جنوباً ميمماً غار ثور ،
فوجدهما في الطريق ، ورجع هند متخفياً إلى مكة ، ودخل هو (ص) وابو بكر الغار ،
فأرسل الله في تلك الساعة عنكبوتاً نسجت على بابه ، وشاءت قدرته أن تلتجئ إلى باب
الغار حمامتان بريتان.
ومضت قريش جادة في طلبه ومعها أهل
الخبرة بالقيافة وتتّبع الأثر ، إلى أن بلغوا الغار ، وانقطع الأثر عنهم ، فنظروا
، فرأوا العنكبوت قد غطت بابه بنسيجها ، واذا بالحمامتين على جانب من جوانب بابه
مما لا يترك أقل شك في
يقول : بخ لك يا بن
أبي طالب من مثلك يباهي به الله ملائكة سبع سموات. راجع سيرة المصطفى / ٢٥١ نقلاً
عن اليعقوبي ٢ / ٢٩ واسد الغابة ٤ / ٢٥ والشبلنجي في نور الابصار / ٧٧ والمناوي في
كنوز الحقائق / ٣١ والغزالي في احياء العلوم.
* هند بن أبي هالة
التميمي : ربيب النبي (ص) ، أمه خديجة زوج النبي ، وكان فصيحاً بليغاً ، وصف النبي
(ص) فأحسن واتقن. وقد استشهد مع علي عليهالسلام
في حرب الجمل ـ راجع الإصابة ٣ / ٦١١ ـ ٦١٢
اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 42