اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 41
مبيت علي عليهالسلام في فراش الرسول
(ص)
أعظم مفتدٍ لأعظم مفتدىً ، لم يحدثنا
التاريخ بأروع من قصة الفداء هذه ، فالملأ من قريش مجمعون على قتل محمد في فراشه ،
وعلم محمد (ص) بذلك وأخبر علياً ، فبكى خوفاً على الرسول ، لكن الرسول حين أمره أن
يبيت على فراشه ، قال له علي : اوتسلم يا رسول إن فديتك بنفسي ؟! فقال (ص) : نعم ،
بذلك وعدني ربي. فاستبشر عليٌّ وانفرجت أسارير وجهه ابتهاجاً بسلامة النبي ، وتقدم
إلى فراشه مطمئن النفس ثابت الجنان نام فيه متشحاً ببرده اليماني.
فلما كان الثلث الأخير من الليل خرج
النبي من الدار وهو يقرأ : .. (وجعلنا من بين
أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون
.. ) ومر على
الملأ من قريش وأخذ حفنة من التراب وجعل ينثرها على رؤوسهم وهم لا يشعرون ، ولما
حان الوقت المحدد لهجومهم على الدار إقتحموا ، ! ، فثار علي عليهالسلام في وجوههم ، فانهزموا منه ، ثم سألوه
عن النبي فقال : لا أدري أين ذهب [١].
[١] وفي تاريخ اليعقوبي : أن الله تعالى أوحى في تلك الليلة الى
ملكين من ملائكته المقربين ـ وهما جبريل وميكائيل ـ أني قضيت على أحدكما بالموت ؛
فايكما يفدي صاحبه ؟ فاختار كل منهما الحياة. فاوحى إليهما : هلا كنتما كعلي بن
أبي طالب ، لقد آخيت بينه وبين محمد ، وجعلت عمر أحدهما أطول من الآخر ، فاختار
علي الموت وآثر محمداً بالحياة ونام في مضجعه ، إهبطا فاحفظاه من عدوه ، فهبطا
يحرسانه في تلك الليلة وهو لا يعلم ، وجبريل
اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 41