اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 20
إسلامه
الذي يظهر من مجمل النصوص أن المقداد
كان من المبادرين الأُول لاعتناق الإسلام ، فقد ورد فيه : أنه أسلم قديماً. [١] وذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه
سبعة ، وعدّ المقداد واحداً منهم.
إلا أنه كان يكتم إسلامه عن سيده الأسود
بن عبد يغوث خوفاً منه على دمه شأنه في ذلك شأن بقية المستضعفين من المسلمين الذين
كانوا تحت قبضة قريش عامة ، وحلفائهم وساداتهم خاصة ، أمثال عمار وأبيه وبلالٍ
وغيرهم ممن كانوا يتجرعون غصص المحنة ؛ فما الذي يمنع الأسود بن عبد يغوث من أن
يُنزل أشد العقوبة بحليفه إن هو أحس منه أنه قد صبأ إلى دين محمد ؟؟ سيما وأن الأسود
هذا كان أحد طواغيت قريش وجباريهم ، وأحد المعاندين لمحمد (ص) والمستهزئين به وبما
جاء ، إنه ـ ولا شك ـ في هذا الحال لن يكون أقل عنفاً مع حليفه من مخزوم مع
حلفائها.
لأجل هذا كان المقداد يتحين الفرص
لإنفلاته من ربقة « الحلف » الذي أصبح فيما بعد ضرباً من العبودية المقيتة ،
ولوناً من ألوان التسخير المطلق للمحالف يجرده عن كل قيمة ، ويُحرم معه من أبسط
الحقوق.
وفي السنة الأولى للهجرة قُيّضت له
الفرصة لأن يلتحق بركب النبي محمد صلىاللهعليهوآله
وأن يكون واحداً من كبار صحابته المخلصين.