قام المقداد من عنده منكسفاً ، يتعثر
بأذيال الفشل ، فلم يكن يتوقع من صحابي كعبد الرحمن أن يرده هذا الرد القاسي ويغلظ
له في القول ، وشعر في قرارة نفسه أن طلبه هذا قد جرَّ عليه مهانةً كان في غنى
عنها ، وان عبد الرحمن الزهري نظر إليه نظرةً قَبليّةً ؛ فبنو زهرة من صميم قريش ،
وأنى لحليف لهم من بهراء لاجئ ان يتطاول على هذا البيت العريق يريد مصاهرته ! ومن
يكون المقداد في جنب عبد الرحمن ، وابنة عبد الرحمن !!
غضب عبد الرحمن وأغلظ له ، فما كان من
المقداد إلا أن يمم قاصداً رحاب الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله
حيث يجد المؤمن فيض الرحمة والحنان