المقدس ، وفي بعضها
بشرّ لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ، ثم وصف موسى وعيسى صلوات الله عليهم ، ثمّ
أخذ جبرئيل بيدي إلى الصّخرة فأقعدني عليها ، فاذا معارج إلى السّماء لم أر مثلها
حسناً.
فصعدت إلى السّماء الدّنيا ، ورأيت
عجائبها وملكوتها ، وملائكها يسلّمون عليّ. ثمّ صعد بي إلى السّماء الثّالثة ،
فرأيت بها يوسف عليهالسلام
، ثمّ صعدت إلى السماء الرّابعة ، فرأيت بها يوسف عليهالسلام
، ثمّ صعدت إلى السّماء الخامسة ، فرأيت فيها هارون عليهالسلام
، ثمّ صعد بي إلى السّماء السّادسة ، فاذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها
الكرّوبيّون قال : ثمّ صعدبي إلى السّماء السّابعة فأبصرت فيها خلقاً وملائكة [١].
٤٠٧ ـ وفي حديث آخر قال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : رأيت في السّماء موسى عليهالسلام ، ورأيت في السّابعة إبراهيم عليهالسلام ثمّ قال : جاوزنا متصاعدين إلى أعلى
عليّين ، ووصف ذلك إلى أن قال : ثمّ كلّمني ربّي وكلّمته ، ورأيت الجنّة والنّار ،
ورأيت العرش وسدرة المنتهى.
قال : ثمّ رجعت إلى مكّة ، فلمّا أصبحت
حدّثت فيه النّاس ، فأكذبني أبو جهل والمشركون ، وقال مطعم بن عدي : أنزعم أنّك
سرت مسيرة شهرين في ساعة؟ أشهد أنّك كاذب ، ثمّ قالت قريش : أخبرنا عمّا رأيت.
فقال : مررت بعير بني فلان ، وقد أضلّوا
بعيراً لهم هم في طلبه ، وفي رحلهم قعب من ماءٍ مملوّ ، فشرب الماء فغطّيته كما
كان ، فاسألوهم هل وجدوا الماء في القدح؟ قالوا : هذه أية واحدة ، فقال صلىاللهعليهوآله : مررت بعير بني فلان ، فنفر بعير فلان
فانكسرت يده ، فاسألوهم عن ذلك ، فقالوا : هذه آية أخرى ، قالوا : فأخبرنا عن
عيرنا قال : مررت بها بالتّنعيم ، وبيّن لهم أحوالها وهيئاتها ، قالوا : هذه آية
اُخرى [٢].
[١] بحار الانوار (
١٨/٣٧٥ ـ ٣٧٦ ) ، برقم : ( ٨١ ) وروي صدره ( أعني حديث المعراج ) عن العيّاشي
مرسلاً عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام
في ص ( ٤٠٣ ـ ٤٠٤ ) ، برقم : ( ١٠٧ ) وأيضاً عنه عليهالسلام
في ص ( ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ) ورواه مسنداً عنه عليهالسلام
في ص ( ٣٨٨ ) عن أمالي الشّيخ الطوسي ولا يبعد إرجاع مراسليه عن أبي بصير إلى هذا
المسند بسبك فنّي يعرفه أهله.