٤٠٥ ـ وبالأسناد المذكور ، عن ابي بكر ،
عن الصّادق عليهالسلام قال : لمّا
أُسري برسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى سماء الدّنيا لم يمرّ بأحدٍ من الملائكة إلاّ استبشروا به ، قال : ثمّ مرّ
بملك كئيب حزين فلم يستبشر به ، فقال : يا جبرئيل مامررت بأحد من الملائكة إلاّ
استبشر بي إلاّ هذا الملك ، فمن هذا؟ قال : هذا مالك خازن جهنّم ، وهكذا جعله الله
، فقال له النّبيّ صلىاللهعليهوآله
: يا جبرئيل سله أن يرينيها ، قال : فقال جبرئيل : يامالك هذا محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد شكا إليّ وقال : ما مررت بأحدٍ من
الملائكة إلاّ استبشروا بي إلاّ هذا الملك ، فأخبرته أن هكذا جعله الله حيث شاء ،
وقد سألني أن أسألك أن تريه جهنّم ، قال : فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رؤي
رسول الله صلىاللهعليهوآله ضاحكاً حتّى
قبض [١].
٤٠٦ ـ وعن أبي بصير قال : سمعته يقول :
إنّ جبرئيل احتمل رسول الله حتّى انتهى به إلى مكان من السّماء ، ثمّ تركه وقال :
ما وطأ نبيٌّ قطّ مكانك.
وقال النّبي صلىاللهعليهوآله : أتاني جبرئيل عليهالسلام وأنا بمكّة ، فقال : قم يامحمّد ، فقمت
معه وخرجت إلى الباب ، فاذا جبرئيل ومعه ميكائيل وإسرافيل ، فأتى جبرئيل بالبراق ،
فكان فوق الحمار ودون البغل ، خدّه كخدّ الإنسان ، وذنبه كذنب البقر ، وعرفه كعرف الفرس
، وقوائمه كقوائم الإبل ، عليه رحل من الجنّة ، وله جناحان من فخذيه ، خطوه منتهى
طرفه [٢].
فقال : اركب ، فركب ومضيت ، حتّى انتهيت
إلى بيت المقدس ، ولمّا انتهيت إليه إذا الملائكة نزلت من السّماء بالبشارة
والكرامة من عند ربّ العزّة ، وصلّيت في بيت
[١] تفسير العيّاشي
( ٢/٢٧٧ ـ ٢٧٨ ) ، برقم : ( ٨ ) مع اختلاف يسير. والبحار ( ١٨/٣٤١ ) عن أمالي
الصّدوق بسند معتبر عن ابن بكير عن زرارة بن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، نفس المضمون.
[٢] أي : كان سريعاً
بحيث يضع كلّ خطوة منه على منتهى مدّ بصره.