اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 208
لم يشكَّ قط في صحة
ما أتاه الامام بدوافعه الدينية ، من صلاح الامة ، وحقن دمائها ، والانتصار
لاهدافها.
وسترى فيما تقرأه قريبا ـ في الفصل
الاتي ـ أن العاتيين لم ينصفوا الحسن فيما شكوه منه ، أو عتبوا به عليه ، وان الحل
الذي اتخذه الحسن للخروج من مشاكله الاخيرة ، كان هو المخرج الوحيد لظرفه الخاص.
ولم يكن الحسن بن علي عليهماالسلام ، حين قرر النزول الى اصعب التضحيتين
ألما في النفس ، وأفضلهما أثرا في الدين ، واقلهما حدوثا في التاريخ ، وأكبرهما
قيمة في عرف الناس ، مثارا لشبهة ، أو مجالا لنقد ، أو هدفا لاتهام ، وأين يجد
الاتهام أو الشبهة او النقد سبيله فيمن يختار من الوجوه أشدها على نفسه. وأنفعها
لغيره ، وأقربها الى ربه. وهو هو الرباني المعترف به ، والمطهر بنص الكتاب عن كل
ما يوجب شبهةً أو خطأ او اتهاما.
ومتى كانت الدنيا من حساب الحسن ، حتى
يطمع بالحياة فيها ، وحتى يستأخر على حسابها ما ينتظره ـ في لقاء ربه ـ من المقام
المحمود ، و ـ في جوار جده وأبويه ـ من الكرامة ، يحبونه بها ويزلفونه الى الله
تعالى شأنه؟
ومتى كان الحسن بن علي ، الرعديد الجبان
، حتى يخاف القتل ، فيتقيه بالتنازل عن ملكه. ومن أين تَسمُتُ الى الحسن بن علي
الجبانة يا ترى؟. أمن أبيه اسد الله واسد رسوله ، أم من جديه رسول الله صلى الله
عليه واله وشيخ البطحاء ، أم من عميه سيدي الشهداء العظيمين حمزة وجعفر ، أم من
اخيه أبي الشهداء ، أم من مواقفه المشهورة في مختلف الميادين ، يوم الدار ويوم
البصرة وفي مظلم ساباط [١]
، وهو ذلك الرئبال
١ ـ يراجع « الفخري
» عن موقف الحسن يوم الدار ، و « كتاب الجمل » للمفيد عن مواقفه يوم البصرة ، و «
اليعقوبي » عن بسالته في حادثة مظلم ساباط.
اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 208