اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 206
وكانت نصوص هذه المشاجرات بصيغها
البلاغية ، وقيمها الادبية ، جديرة بالعرض ، كتراث عربي أصيل يدل بنفسه على صحة
نسبه ويعطينا بأسلوبه وصياغته ، صورة عن « أدب المشاجرات » في عصره. ولكن الذي
رغّبنا عن استعراضها في سطورنا هذه ، ايغالها المؤسف بالتهتار البذيء ، الذي بلغ به
صاغة الاكاذيب الامويون غايتهم ، فأساءوا لانفسهم أكثر مما أرادوا بعّد وهم ، وما
كانوا محسنين.
واذ قد آثرنا الرغبة عن استعراضها هنا ،
فلا نؤثر أن نتجاهل ـ في موضوع الكلام على صبر الحسن عليهالسلام
ـ ما بلغته هذه المجالس ، من الاساءة الى الحسن ، وما بلغه الحسن في نفسه من عظيم
الصبر عليها ، وعظيم البلاء في التعرض لها ولا مثالها من اساليب معاوية وأحابيله ،
سلما وحربا.
ومما لا شك فيه ، انها كانت مجالس مبيتة
، وكان لها هدفها السياسي المقصود ، وهي من هذه الناحية ، أحد ميادين معاوية ،
فيما شنه على الحسن وشيعته من حزب الاعصاب التي استبدل بها حرب الميدان.
ثم كان من ميادين حربه ( الباردة ) ما
سيجيء الالمام بطرف منه في الفصول القريبة.
٣ ـ التضحية
واما النوع الفريد من تضحيته ، فهو
موقفه من الحكم والسلطان ، وفي سبيل مبدئه.
وقد تكون التضحية بالعرش من صاحب الحق
به ، أشد دلالة على انكار الذات من التضحية بالنفس. وانكار الذات في سبيل المبدأ ،
أوضح صفات الحسن بن علي (ع) ، وأروع أدواته في جهاده الموصول الحلقات.
وهي على كل حال ، آلم التضحيتين للنفس ،
وأطولهما عناء في الحياة ، وأشدهما ارهاقا لكيان الانسان.
اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 206