اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 205
فيقول له معاوية وقد عزّ عليه أن يسمعه
وهو يعتذر الى الحسن اعتذار المنهزم المغلوب : « أما انه قد شفى بلابل صدري منك ،
ورمى مقتلك فصرت كالحجل في كف البازيّ ، يتلاعب بك كيف أراد ، فلا أراك تفتخر على
أحد بعدها! ».
ويقول في أعقاب مشاجرة اشترك فيها ابن
العاص ومروان وأبن سمية في جهة ، وألحسن بن علي (ع) في جهة ، ما لفظه : « أجاد
عمرو الكلام لولا أن حجته دحضت ، وتكلم مروان لولا أن نكص » ، ثم التفت الى زياد
وقال : « ما دعاك الى محاورته ، ما كنت الا كالحجل في كف البازي! ».
فقال عمرو : « الا رميت من ورائنا؟ » ،
قال معاوية : « اذاً كنت شريككم في الجهل ، أفاخر رجلاً جده رسول الله وهو سيد من
مضى ومن بقي ، وأمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ». ثم قال لعمرو : « والله
لئن سمع به اهل الشام ، لهي السوءة السوءاء » ، فقال عمرو : « لقد ابقى عليك ،
ولكنه طحن مروان وزيادا طحن الرحى بثفالها ، ووطئهما وطء البازل القراد بمنسمه! »
، فقال زياد : « قد والله فعل ، ولكن معاوية يأبى الا الاغراء بيننا وبينهم ».
وهكذا شهد على معاوية بالاغراء على هذه
المهاترات كل من ابن الزبير ورياد صريحا ، وشهد عليهالسلام
في الكثير من ردوده عليهم. قالوا : « وخلا عبدالله بن عباس بالحسن ، فقبّل بين
عينيه وقال : « أفديك يا ابن عم والله ما زال بحرك يزخر ، وانت تصول حتى شفيتني من
أولاد .... [١]
».
١ ـ يراجع المحاسن
والمساوىء للبيهقي ( ج ١ ص ٥٩ ـ ٦٤ ) ، والعقد الفريد ( ج ٢ ص ٣٢٣ ) ، والبحار ( ج
١٠ ص ١١٦ ).
وتجد خطب الحسن عليهالسلام في هذه المشاجرات مجتمعة في كتابنا «
أوج البلاغة » ـ فيما اثر عن الامامين الحسنين من الخطب والكتب والكلمات ـ مشروحا.
اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 205