responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام المؤلف : نوري جعفر    الجزء : 1  صفحة : 154

ضد بعضهم بعضا أحيانا ، وضد غير الامويين أحيانا حسبما تستلزم الظروف السياسية القائمة.

غير ان الامويين ـ مع هذا لا يبعدون عن عصبيتهم الاموية في هذا الباب ، ومن الممكن أن تفسر خصوماتهم الداخلية بأنها ناتجة عن إختلافهم في أساليب تثبيت تلك العصبية. ومهما يكن من شيء فإن ظروف الحاكم الاموي القائم إذا استلزمت الغدر بأموي آخر ـ أو البطش به ـ فإنه يتراجع به إنتهاء مهمته تلك فيرعى ذوي الاموي المغضوب عليه.

وفي التاريخ الاموي من ذلك شيء كثير : من ذلك مثلا موقف عبد الملك بن مروان من يحى وعنبسه ـ ابني سعيد ـ بعد أن قتل أخاهما عمرو بن سعيد الاشدق.

فقد أمر عبد الملك بقتل يحى « فقام إليه أخوه عبد العزيز فقال : جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين اترك قاتلا بني أمية في يوم واحد. !! فأمر عبد الملك بيحى فحبس. ثم أتى بعنبسة بن سعيد. فأمر به أن يقتل. فقام إليه عبد العزيز فقال : أذكرك الله يا أمير المؤمنين في استئصال بني أمية وهلاكها !! فأمر بعنبسة فحبس [١] »

فقد اعتبر عبد العزيز قتل يحى قتلا للامويين فناشد أخاه ان يصفح عنه ففعل. وتظهر تلك العصبية كذلك في موقف عبد الملك بن مروان من أولاد عمرو ابن سعيد الاشدق. فقد وفد هؤلاء عليه ـ بعد مقتل أبيهم ـ ، فرق لهم رقة شديدة ... وقال : إن اباكم خبرني بين أن يقتلني أو أقتله ، وأما انتم فما أرغبني فيكم وأوصلني لقرابتكم وأرعاني لحقكم !! فأحسن جائزتهم ووصلوهم وقربهم [١]


[١] الطبري : « تاريخ الامم والملوك » ٧ | ١٧٨.

[٢] تاريخ الامم والملوك ٧ | ١٨٠.

اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام المؤلف : نوري جعفر    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست