« يا بني عبد المطلب انكم لن تسعوا
الناس بأموالكم فألقوهم بطلاقه الوجه وحسن البشر » [١].
« وقيل كان (ص) لا يأخذه أحد بيده فينزع
يده حتى كان الرجل هو الذي يرسله ولم يكن ركبته خارجة من ركبة جليسه ولم
يكن أحد يكلمه إلا أقبل بوجهه عليه ثم لم يصرفه عنه حتى يفرغ من كلامه » [٢].
فالخطاب إنما هو للأمة على الصورة
التذكيرية للنبي الأكرم.
ولماذا هذا القهر لليتيم وقد وجد في
الاسلام مدافعاً عن حقوقه الاجتماعية ، والمالية.
أكرم اليتيم ولا تقهره ففي كنف الاسلام
يأمن الضعيف.
وفي رعاية التشريع يجد اليتيم تلك اليد
الرقيقة التي تحنو عليه ، وتمسح على رأسه لتزيل عنه غبار اليتم ، وتضفي عليه هالة من العطف ، والحنان.
فدفع اليتيم ، وقهره كان سبباً لان يكون
القاهر في نظر الآية المباركة هو المكذب بالدين لأن المتمسك بالدين لا يقهر
اليتيم ولا يمنعه حقه وليحسب الانسان بعد كل هذا يترك سدى يطلق لنفسه عنان
الشهوات ويختار لنفسه ما يشاء دون أن يحاسب على أفعاله يقهر يتيماً ،
ويدفع
__________________
[١] المحجة البيضاء : للفيض نقلاً عن المواهب المدنية.