المقصود ـ كما قلنا ـ كل ما يحقق اكرامه ، ويظهر لنا ذلك جلياً من المقابلة بينه ، وبين المسكين في الآية التي تلي هذه الآية.
(وَلا تَحَاضُّونَ
عَلَىٰ طَعَامِ المِسْكِينِ) :
فالمسؤولية بالنسبة إلى المساكين إنما
تنحصر في اطعامهم والانفاق عليهم ولذلك أخذ الشارع المقدس يصحح مفاهيمهم
بإنكم لا تحاضون أي تتواصون على هذا الشيء فتتركون هؤلاء المساكين تفترسهم
أنياب الفقر ، والجوع.
أما اليتيم فانكم لا تكرمونه ، والاكرام
أمر يختلف عن التعبير بالتواصي على إطعام المسكين فهو يضم بين جوانبه كلما
يحقق الأخذ بيده لما فيه رفعته ، وكلما يحتاج إليه كصبي فقد كفيله ، وليكن
مكرماً كما لو كان أبوه حياً فبنفس تلك الطريقة من الايواء ، والانفاق ،
والتربية لا بد من معاملته ليحصل بذلك تكريمه.
٤ ـ الرفق باليتيم :
وهناك جهة عالجها الشارع المقدس ،
فأولاها عناية وأكد عليها وهي الإِرفاق باليتيم في التحدث معه ، والابتسامة
في وجهه لتبعد بذلك عنه الانكسار الذي يشعر به ، والذل الذي يحيط به من
جميع جوانبه.
(فَأَمَّا
الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ).
درس بليغ في التحذير من قهر اليتيم
فلماذا هذا التطاول عليه ، ولماذا هذا العبوس في وجهه وهو صبي لا ذنب له.
والآية الكريمة تخاطب النبي (ص) وحاشاه
أن يقهر يتيماً ، أو يقطب في وجهه وهو الذي قال فيه عز وجل :