دلّت البراهين على أنّ الكمالات كلّها راجعة إلى الوجود إذ
مقابلها ـ أعني الماهيّات والاَعدام ـ لم تشمُ رائحة الوجود
والكمال إلاّ بالعرض ويترتّب عليه أمران:
1. إنّه سبحانه صرف الوجود وإلاّ لزم التركيب من الوجود
وغيره وهو مستلزم للاِمكان، لاَنّ كلّ مركّب محتاج إلى أجزائه،
والحاجة نفس الاِمكان أو لازمه.
2. إنّ شأنه سبحانه إفاضة الوجود على كل موجود وهو كلّه
خير محض والشرور والاَعدام وكذا الماهيات غير مجعولة،
وأمّا ما يشتمل عليه من الشرور والنقائص فهي من لوازم درجة
الوجود ومرتبته. فكل موجود من حيث اشتماله على الوجود
خير وحسن وليس فيه شرّ ولا قبح، وإنّما يعرض له الشرّ من
حيث نقصه عن التمام أو من حيث منافاته لخير آخر وكل منهما