اسم الکتاب : صيانة الآثار الإسلاميّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 15
والبيت الّذي لا يذكر الله فيه مثل الحيّ والميّت» .
هـ ـ وعن زيد بن ثابت في حديث : «فعليكم بالصلاة في بيوتكم; فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة»[1] .
و ـ روى أحمد أنّ عبد الله بن سعد سألَ رسول الله وقال : أيّما أفضل : الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقال : «فقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد ، ولئن أُصلّي في بيتي أحبّ إليّ من أن أُصلّي في المسجد إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة»[2] .
فهذه القرائن المؤكّدة ترفع الستار عن وجه المعنى; فإنّ المراد من الآية هو بيوت الأنبياء وبيوت النبيّ الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وبيت عليّ ـ عليه السلام ـ وما ضاهاها ، فهذه البيوت لها شأنها الخاصّ; لأنّها تخصُّ رجالا يُسبّحونه سبحانه ليلا ونهاراً ، غُدُوّاً وآصالا ، تعيش فيها رجال لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وقلوبهم مليئة بالخوف من يوم تتقلّب فيه القلوب والأبصار .
ما هو المراد من الرفع؟
قد تعرّفت على المقصود من البيوت ، فهلمّ معي ندرس معنى الرفع ، ومن حسن الحظّ أنّ المفسّرين لم يختلفوا فيه اختلافاً موجباً لغموض المعنى; فقد ذكروا فيه المعنيين التاليين :
الأوّل : أنّ المراد من الرفع هو البناء ، بشهادة قوله سبحانه : (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا)[3] ، وقوله سبحانه : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ . . .)[4] .
الثاني : أنّ المراد هو تعظيمها والرفع من قدرها ، قال الزمخشري : رَفْعُها : إمّا بناؤها; لقوله
[1] مسلم ، الصحيح 2 : 187-188 باب استئجار صلاة النافلة في البيت . [2] أحمد ، المسند 4 : 342 . [3] النازعات 27 ـ 28 . [4] البقرة : 127 .
اسم الکتاب : صيانة الآثار الإسلاميّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 15