responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 45

بالشيء ووصوله إليه ، يقال : أدركت الشيء أُدركه إدراكاً ، ويقال : أدرك الغلام والجارية إذا بلغا ، وتدارك القوم : لحق آخرُهم أوّلهم ، فأمّا قوله تعالى : (بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الاْخِرَةِ)[1] فهو من هذا ، لأن علمهم أدركهم في الآخرة حين لم ينفعهم[2] .

وقال ابن منظور مثله ، وأضاف : ففي الحديث «أعوذ بك من درك الشقاء» أي لحوقه ، يقال : مشيتُ حتى أدركتهُ ، وعشتُ حتى أدركتُه ، وأدركتُه ببصري أي رأيته[3] .

إذا كان الدرك بمعنى اللحوق والوصول فله مصاديق كثيرة ، فالإدراك بالبصر التحاق من الرائي بالمرئي بالبصر ، والإدراك بالمشي ، كما في قول ابن منظور : مشيت حتّى أدركته ، التحاق الماشي بالمتقدّم بالمشي ، وهكذا غيره .

فإذا قال سبحانه : (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ) يتعيّن ذلك المعنى الكلي (اللحوق والوصول) بالرؤية ، ويكون معنى الجملة أنه سبحانه تفرّد بهذا الوصف وتعالى عن الرؤية دون غيره .

المرحلة الثانية : في بيان مفهوم الآيتين :

أنه سبحانه لما قال : (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء وَكِيلٌ) ربما يتبادر إلى بعض الأذهان أ نّه إذا صار وكيلا على كلّ شيء ، يكون جسماً قائماً بتدبير الأُمور
الجسمانية ، لكن يدفعه بأنه سبحانه مع كونه وكيلا على كلّ شيء (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ) .

وعندما يتبادر من ذلك الوصف إلى بعض الأذهان أنه إذا تعالى عن تعلّق


[1] النمل : 66 .

[2] ابن فارس ، مقاييس اللغة 2 : 366 .

[3] ابن منظور ، اللسان 10 : 419 .

اسم الکتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست