responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 605

فتذبذب الشرّاح، فقال بعضهم: إنّه نعني به الأُمور التي تسمّى في الفلسفة الأُولى: كيفيات، التي هي الأُمور المفارقة أصلاً كالمُـثُل المظنونة والتعليميات، أو كالعقول التي لا تلابس المادة. ولم يشعروا بأنّ إطلاق اسم الكيفية على ذلك، وعلى هذه المعدودات إنّما هو بالاشتراك اللفظي. وليس حدّ الكيفية في جميعها واحداً فلا يكون ما يجمع تلك الأشياء نوعاً من أنواع الكيفية زائداً على أنواع الكيفية المذكورة.

وقال آخرون: إنّ ذلك هو الثقل والخفة، مع أنّهما عند الكل من جملة ما سلف ذكره، ومع ذلك فإنّهم بأجمعهم جزموا تربيع الأقسام ولم يجعلوا للكيفية نوعاً خارجاً عن الأجناس الأربعة.

والحق أنّ هذا القسم الرابع لابدّ منه، لكن ليس هو ما ذكروه، بل الكيفيات العارضة للكميات المنفصلة كالزوجية والفردية فإنّه خواص هذه الأعداد ليست أعداداً ولا فصولاً لها، بل هي عوارض تعرض لأنواعها لازمة. وليست من مقولة المضاف ولا باقي المقولات فهي من الكيفيات. وليست من الحالات والملكات، ولا قوّة، ولا عجز، ولا كيفيات محسوسة، فهذا هو النوع الذي أهملوه. ولمّا كانت هذه صعبة لم يمثل في قاطيقورياس بها، بل بما تقدم; لأنّه وضع للمبتدئين.

وطريق تمييز هذه الأقسام بعضها عن بعض أن نقول: الكيفية المختصة بالكمية إمّا أن تكون مختصّة بالمنفصل كالزوجية والفردية، أو بالمتصل وأقسامه أربعة: الزمان، والجسم، والسطح، والخط.

أمّا الزمان والجسم فلم يدل دليل على اختصاصهما بكيفية لا توجد في الجسم الطبيعي إلاّ بواسطتهما. وأمّا السطح والخط، فالعارض للخط هو الاستدارة والاستقامة. وأمّا العارض للسطح فإمّا أن يعرض له لأجل كونه محاطاً بالخط، أو ليس لأجل ذلك، فالأوّل الشكل والثاني اللون ومجموعهما الخلقة.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 605
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست