responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 593

مقارنتها للطعوم تنسب إليها، وتعرّف بها [1] .

خاتمة [2] : هذه الكيفيات المحسوسة أعراض لا جواهر، وقد نازع في ذلك قوم غير محققين فقالوا: الكيفيات المحسوسة جواهر تُخالط الأجسام، فالسواد جوهر وكذا البياض وغيرهما من الألوان، والحرارة جوهر وكذا البرودة وغيرها من الكيفيات المذكورة.

وهذا خطأ فإنّها لو كانت جواهر، فإمّا أن تكون أجساماً أو لا. والأوّل باطل، وإلاّ لكان لها طول وعرض وعمق هو لون، ومعنى أنّه طول وعرض وعمق ليس معنى أنّه لون، فإنّه يمكن زوال اللون مع بقاء هذه الأبعاد بعينها، فإمّا أن يكون للّون طول وعرض وعمق غير هذا أو لا يكون له إلاّ هذا، فإن كان له مقدار غير هذا تداخل البُعدان، وهو محال. وإن لم يكن له بعد سوى هذا فليس لذات اللون إذن مقدار، بل إنّما يتقدر بما يحله، ولا امتناع فيه.

وأمّا الثاني: وهو أن تكون هذه الأشياء جواهر غير أجسام، فإمّا أن تكون بحيث يحصل من تركّبها أجسام أو لا، فإن كان الأوّل لزم أن يكون ما لا قدر له يجتمع منه ما له قدر، وهو إنَّما يصحّ لو قلنا بالجوهر الفرد وسيأتي البحث فيه.

وإن لم يكن فإمّا أن يكون بحيث يصحّ أن يفارق الجسم الذي هو فيه أو لا، فإن صحّ فإمّا أن يمكن أن لا يبقى في جسم أصلاً أو لا يمكن، فإن أمكن فإمّا أن يكون مشاراً إليه أو لا، فإن كان مشاراً إليه، كان جسماً لاستحالة الخلاء فيمتنع


[1] أمّا تقسيم الروائح الشائع الآن فهو التقسيم الذي وضعه هيننج ( Henning) والذي قال فيه بست روائح أوّلية هي: رائحة الفواكه، ورائحة الزهور، ورائحة الراتنج، ورائحة التوابل، ورائحة العفن، ورائحة المحروق. ووضع كروكر وهندرسون ( Crocker & Henderson) حديثاً تصنيفاً آخر للروائح الأوّلية يمتاز ببساطته، إذ قالا بأربع روائح أوّلية فقط هي: عطري (مثل المسك) ، وحامضي (مثل الخل) ، ومحروق (مثل البن المحروق) ، ودهني (مثل رائحة دهن الحيوانات والعرق) . الإدراك الحسّي عند ابن سينا، للدكتور نجاتي: ص 102ـ103.
[2] قارن التحصيل: 399ـ 401; المباحث المشرقية1:427 ـ 428.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست